Adalci Allah da Inda Tasirinsa yake cikin Halittu
العدل الإلهي وأين أثره في المخلوقات
Nau'ikan
والمذهب شيء والمدعي الانتماء إليه شيء آخر، فكم من متدين أساء إلى دينه بادعائه أنه من مظاهر هذا الدين! وكم من مواطن أساء إلى وطنه لتصرف يبدو منه فيحكم الحاضر على المواطنين جميعا على هذه الشاكلة! والمذهب الروحاني مدخول بكثير من اللاعبين والأدعياء الذين يعيشون بالشعوذة والتحضير وجلب المحبة، وما كان هذا ليؤثر في جوهره؛ لأنه قائم بجوهره، يدل على وجوده بالامتحان والاستعداد.
إن خطأ كبيرا أن يعتقد البعض بأن كل إنسان يجب أن تظهر له الأرواح عيانا بيانا في بهرة الشمس، والناس يختلفون أمزجة، ويتباينون في استعدادهم، وليس المائع الحيوي فيهم على نسب متساوية، وكذلك كانت الفروق بين إنسان وإنسان كثيرة متباينة، فقد يرى الإنسان ما لا يراه الآخر؛ لما فيه من الاستعداد الطبيعي، وقد يكون غيره بحاجة إلى تفوق ومران؛ ليصل ما يصل إليه غيره فجأة ومن غير عناء ولا نصب. وخطأ كبير أن نتصور أن المزاج الواحد يكون بحالة واحدة أبدية دائمة دائبة، وما كان أمزاج حتى الأنبياء سواسية في كل حين؛ لذلك لا يمكن أن نصيب مرمى الحقيقة إذا نحن حكمنا على الروحاني بمجرد جلسة واحدة؛ فقد يختلف المزاج فيه، وقد تختلف الروحية عنده، فكان أولى لنا أن نتريث في الحكم، ونجري على قاعدة «كانت» الفيلسوف في الامتحان وفي إصدار الأحكام.
لقد قرأت بعض ما وفقت إليه جماعة المباحث النفسية في بلاد الإنكليز، وقرأت اعتراض المعترضين على مذهب الأرواح، فعلمت أن جوهر الاعتراضات ومحورها يدور حول نقطة واحدة هي أهم ما يوجه نحو ظواهر الأفعال الروحانية وأثر ما تظهر به، نعم، تسائل الذين يحضرون الجلسات ويرون بأعينهم فعل الطاولة أو التنويم أو استحضار الأرواح فيجيبونك أن هذا إنما ينشأ من انتقال الأفكار، وتوافق الشعور، وأن ما يقع من النائم أو من فعل الطاولة إنما هو من أخلاط الأمزجة لأناس اجتمعوا في جماعة واحدة، وخضعوا لتأثير واحد، فأصبح الكل خاضعا لمؤثر واحد، وصار سهلا جدا أن ينتقل فكر الواحد إلى الآخر بتيار عصبي أو مائع حيوي يصل الأمزجة بعضها ببعض، ويكون وساطة لذلك.
ولقد حضرت جلسات كثيرة من أنواع مختلفة لهذه الشئون، أنا ذاكر هنا نوعين لجلستين اثنتين تفندان هذا الزعم: حضرت جلسة تحريك الطاولة في دار أحد أصدقائي، وقد صحبت معي أحد الأفاضل وكان شغوفا جدا بهذه المسائل، وطلبت إليه أن يحضر أسئلة يعرضها وقت الجلسة، وأشرت إليه أن يصرف دينارا قطعا صغيرة من القروش، ويتركه في مكان داره، حتى إذ حان وقت اتجاهنا إلى مكان هذه الجلسة كبش كبشة من هذه القروش دون أن يحيط بعدها علما وجعلها في جيبه، وفعلا كان ذلك، فلما أن سأل الطاولة: كم معي من القروش، وكنا جميعا نجهل ذلك وهو أيضا لا يعرف عدد ما في جيبه؟ أجابت بالنقر عدها تماما، فأخرج ما في جيبه وعده فإذا بها صادقة، وهو ما يفند دعوى انتقال الأفكار.
أما الحادثة الثانية فقد وقعت أمامي في دار أحد الوجهاء (لا أذكر اسمه لأني لم أستأذنه في ذلك) وكان يستعمل الوساطة اليدوية، وكنا نجتمع عنده كل ليلة، ولقد برز ونجح كل نجاح في ذلك، وأدهشنا بأمور سنذكرها بعد أن نستأذنه؛ ذلك أن كان معنا الأستاذ الجليل الشيخ طنطاوي جوهري، وقد ألقى على اليد سؤالا فقال للحاضر، وكان من أهل فرنسا، إن كتابا له قرظته إحدى صحف باريس يريد أن يعرف اسم هذه الصحيفة، ويريد أن يستجلبها، فأجابته الروح أنه قرظ في صحيفة كذا، وأنه إذا أرسل إلى فلان العالم الفرنسي العضو بالأكاديمية الفرنسوية فإنه يبحث له عنه، ويبعث له به، فأجابه الأستاذ: ولكنني لا أعرف الرجل، فكيف أخاطبه في ذلك؟ فأجابته: بالكتابة عن اسم الرجل الفرنسوي وعنوانه وعلاقته بالباشا، فأخذ يكتب الاسم بالضبط، ونمرة المنزل، واسم الشارع، والوظيفة، وكل ما قالت به الروح، وهرول في اليوم الثاني إلى دار الباشا، وسأله عما إذا كان يعرف إنسانا من علماء فرنسا؟ فأجابه بما انطبق تمام الانطباق مع ما في يده.
إن هذا لدليل ظاهر على هدم نظرية انتقال الأفكار واتحاد الأمزجة؛ لأننا جميعا ما كنا نعلم ولا كانت خواطرنا وضمائرنا تحوي شيئا من هذا، فمن أين إذن كل ذلك؟!
لعلنا أطلنا الحديث على القارئ الكريم فنستميحه عذرا في ذلك، على أن تكون لنا عودة في الحديث بما يكون أكثر وضوحا - إن شاء الله - ولكل إنسان وجهة هو موليها.
من العالم غير المنظور
روح مسز سنيدر يتكلم
لا يخلو بلد من بلاد العالم من طائفة تهتم بالأرواح، وتبذل في هذه السبيل جهدا جهيدا، ولا يخلو جو من الأجواء من هواة هذا الموضوع، والصحف في بلاد الغرب وفي العالم الجديد على الأخص تعنى عناية خاصة بمسائل الأرواح، وتتسقط أخبارها من حين إلى حين؛ لاهتمام القراء بالموضوع، وشغفهم بأنباء الأرواح، وتهافتهم على كل أثر من آثارها.
Shafi da ba'a sani ba