74

Budurwar Quraysh

عذراء قريش

Nau'ikan

فتوسطتهما العجوز وقالت: «أظنك تستأنسين بلقاء أم الفضل لبابة خالة محمد بن أبي بكر أخت أمه، وأزيدك علما بأنها أول من أسلم بعد خديجة، وهي أيضا زوج العباس عم النبي، وأخت ميمونة زوج النبي. ومن ولدها عبد الله بن العباس من خاصة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بل هو ابن عمه وابن عم الرسول، وأظنك رأيته غير مرة في مجلس علي، أو لعلك رأيته في دار عثمان فقد كان يتردد إليه وهو محاصر حتى انتدبه ليحج بالناس.» فلما سمعت أسماء أن أم الفضل خالة محمد استأنست بها، ولما علمت أنها زوج عم النبي وأم عبد الله بن العباس زاد احترامها لها، فجلست وهي تمسح العرق عن جبينها ورحبت بها، فأسرعت أم الفضل وقبلتها وقالت: «أهلا وسهلا بك، كيف فارقت محمدا؟»

فتعجبت أسماء لسؤالها عن محمد وهي لا تحسبها تعرف علاقتها به، فلما رأت العجوز استغرابها ضحكت وقالت: «لا تستغربي يا أسماء، فإنها عالمة بكل شيء ولا يلبث المسك أن يضوع.»

فأطرقت أسماء خجلا ولم تجب.

فجلست أم الفضل إلى جانب العجوز بالقرب من الفراش وقالت لها بصوت منخفض كأنها تحاذر أن يسمعها أحد: «هل اجتمعت بأم المؤمنين؟ وكيف وجدتها؟»

قالت: «وجدتها ناقمة على قتلة عثمان، ولا أدري ما هي عازمة عليه.»

قالت: «علمت أنها يوم وصولها إلى مكة دعت الناس إلى المطالبة بدم عثمان، وكان أول من أجابها منهم عامل هذه المدينة.»

قالت: «نعم، وقد سمعت كلامها وكلامه ومعي أسماء، ولكنني لا أظنها تقرن القول بالفعل.»

فابتسمت أم الفضل استغرابا وقالت: «وما الذي حملك على هذا الظن؟!» والتفتت إلى أسماء فرأتها تلتحف وقد أحست بقشعريرة على أثر جلوسها، فأدنت أم الفضل فمها من أذن العجوز وخفضت صوتها وقالت: «هل تجهلين ما في نفسها على أمير المؤمنين؟»

فعضت العجوز شفتها وأشارت بعينيها كأنها لا تريد الخوض في هذا الأمر أمام أسماء، وقالت: «إذن تظنينها مقدمة على الأمر؟»

فتطاولت أم الفضل بعنقها نحو الباب حتى أطلت على الدار مخافة أن يسمعها أحد وقالت: «لا بد لها من ذلك فإن أهل مكة يد واحدة في هذا الأمر، وفيهم بنو أمية الذين هربوا من المدينة. وقد وقع إلي أن الزبير وطلحة قادمان أيضا وكل منهما يريد الخلافة. وقد سار قوم لاستنصار أهل البصرة، وآخرون للكوفة، وغيرهم لتحريض أهل اليمن، وآخرون إلى الشام.»

Shafi da ba'a sani ba