كانت له فصاحة اللسان واللغة ...
وكانت له القدرة على تأليف القلوب وجمع الثقة ...
وكانت له قوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة على نجاحها ...
وهذه صفات للرسول غير أحوال الرسول ... ولكنها هي التي عليها المدار في تبليغ الرسالة، ولو اتفقت فيما عداها جميع الأحوال.
الفصاحة
فالفصاحة صفة تجتمع للكلام، ولهيئة النطق بالكلام، ولموضوع الكلام ... فيكون الكلام فصيحا، وهيئة النطق به غير فصيحة، أو يكون الكلام والنطق به فصيحين، ثم لا تجتمع لموضوعه صفة الفصاحة السارية في الأسماع والقلوب.
أما فصاحة محمد؛ فقد تكاملت له في كلامه، وفي هيئة نطقه بكلامه، وفي موضوع كلامه ...
فكان أعرب العرب، كما قال عليه السلام: «أنا قرشي واسترضعت في بني سعد بن بكر.»
فله من اللسان العربي أفصحه بهذه النشأة القرشية البدوية الخالصة ... وهذه هي فصاحة الكلام.
ولكن الرجل قد يكون عربيا قرشيا مسترضعا في بني سعد، ويكون نطقه بعد ذلك غير سليم، أو يكون صوته غير محبوب، أو يكون ترتيبه لكلماته غير مأنوس ... فيتاح له الكلام الجميل ثم يعوزه النطق الجميل.
Shafi da ba'a sani ba