نذر لئن عاش له عشرة بنين لينحرن أحدهم عند الكعبة ... ثم أحله قومه وأحلته العرافة من نذره، فأبى أن يتحلل حتى يستوثق من رضا الرب ورضا ضميره ...
سألتهم العرافة: «كم الدية فيكم؟»
قالوا: «عشر من الإبل.»
قالت: «فتقربوا إذن بعشر من الإبل، واضربوا على الفتى وعليها بالقداح ... فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم.» فما زالوا يزيدون حتى بلغت الإبل مائة وخرجت القداح عليها فهتفت قريش بعيد المطلب: «لقد رضي ربك ... فأطلق فتاك .» وكان خليقا بمن يريد أن يتحلل ويتعلل أن يقبل ولا حرج عليه، ولكن عبد المطلب لم يكن من المتحللين المتعللين، فأبى إلا أن يضرب عليها القداح ثلاث مرات، ثم نحرت الإبل للجياع من الأناسي والسباع.
وجاء القائد الحبشي يهدم الكعبة ويسطو على الإبل والشاء ... فلما سأله عبد المطلب أن يرد إليه إبله، قال له مقال السياسي المحرج المداور بالكلام: «أراك تسأل عن إبلك ولا تسأل عن الكعبة.»
فأجابه عبد المطلب جواب الحكيم المؤمن: «أما الإبل فأنا ربها، وأما البيت فله رب يحميه!»
فكان إيمانه إيمانا كفئا لدهاء السياسة، ولم يكن إيمان العجز والتواكل والاستسلام ...
ومن كان له هذا الخلق، وهذا الضمير، وهذا الإيمان، وهذه الرئاسة، فليس من عجب أن ينجب نبيا في زمان يستدعي الأنبياء، ومكان مهيأ لهم دون كل مكان ... بل العجب أن يكون الأمر غير ما كان.
أب
وإذا كان عبد المطلب جدا صالحا لنبي كريم، فابنه عبد الله نعم الأب لذلك النبي الكريم ...
Shafi da ba'a sani ba