وربما كانت أصح العلاقات المعقولة؛ لأنها هي وحدها العلاقة الممكنة المأمولة، وكل ما عداها فهو بعيد من الإمكان بعده من الأمان.
فهو يحبه ويمهد له وينظر إلى غده، ويسره أن يحبه الناس كما أحبه، وأن يحين الحين الذي يكلون فيه أمورهم إليه ...
وكل ما عدا ذلك، فليس بالممكن وليس بالمعقول ...
ليس بالممكن أن يكره له التقديم والكرامة ...
وليس بالممكن أن يحبهما له، وينسى في سبيل هذا الحب حكمته الصالحة للدين والخلافة ...
وإذا كان قد رأى الحكمة في استخلافه، فليس بالممكن أن يرى ذلك، ثم لا يجهر به في مرض الوفاة أو بعد حجة الوداع ...
وإذا كان قد جهر به، فليس بالممكن أن يتألب أصحابه على كتمان وصيته وعصيان أمره، إنهم لا يريدون ذلك مخلصين، وإنهم إن أرادوه لا يستطيعونه بين جماعة المسلمين، وإنهم إن استطاعوه لا يخفى شأنه ببرهان مبين، ولو بعد حين ...
فكل أولئك ليس بالممكن، وليس بالمعقول ...
وإنما الممكن والمعقول هو الذي كان، وهو الحب والإيثار، والتمهيد لأوانه، حتى يقبله المسلمون ويتهيأ له الزمان.
أما العلاقة بين علي وسائر الصحابة من الخلفاء وغير الخلفاء، فهي علاقة الزمالة المرعية، والتنافس الذي يثوب إلى الصبر والتجمل والتقية ...
Shafi da ba'a sani ba