قيل في مسألة معاوية: إن عليا - رضي الله عنه - خالف فيها رأي المغيرة وابن عباس وزياد بن حنظلة التميمي، وهم جميعا من المشهورين بالحنكة وحسن التدبير ...
جاءه المغيرة بن شعبة بعد مبايعته، فقال له: «إن لك حق الطاعة والنصيحة، وإن الرأي اليوم تحرز به ما في غد، وإن الضياع اليوم تضيع به ما في غد، أقرر معاوية على عمله، وأقرر العمال على أعمالهم، حتى إذا أتتك طاعتهم وبيعة الجنود استبدلت أو تركت.»
فأبى وقال: «لا أداهن في ديني، ولا أعطي الدنية في أمري.»
قال المغيرة: «فإن كنت أبيت علي فانزع من شئت واترك معاوية، فإن في معاوية جرأة، وهو في أهل الشام يستمع له ولك حجة في إثباته ... إذ كان عمر قد ولاه الشام» ...
فقال علي: «لا والله ... لا أستعمل معاوية يومين.» •••
ثم خرج المغيرة ودخل عليه ابن عباس فقال له، لما علم برأي المغيرة: «إنه نصحك» ...
قال علي: «ولم نصحني؟»
قال: «لأنك تعلم أن معاوية وأصحابه أهل دنيا، فمتى تثبتهم لا يبالوا بمن ولي هذا الأمر، ومتى تعزلهم يقولوا: أخذ هذا الأمر بغير شورى، وهو قتل صاحبنا، ويؤلبون عليك فينتقض عليك أهل الشام وأهل العراق ...»
ثم مضت الأيام، وشاع بين أهل المدينة أن معاوية منتقض على الإمام ... فبعثوا بزياد بن حنظلة التميمي يعلم ما عنده من أمر هذا الانتقاض، وكان زياد من جلسائه.
فقال له الإمام: «تيسر.»
Shafi da ba'a sani ba