Cabd Rahman Kawakibi
عبد الرحمن الكواكبي
Nau'ikan
وقولهم:
رفاعي لا تضيعني
أنا المحسوب أنا المنسوب
وكان هؤلاء الجهلاء يستمدون دعاءهم من كتاب «قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر» الذي يؤلفه الصيادي أو يأمر بتأليفه، وينشره وينشر معه التصانيف من قبيله عن «فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب»، و«الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف»، و«ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد»، إلى غيرها من كتب المنثور والمنظوم في أشباه هذه الترهات.
وكان الكواكبي ينعى على العصر أن يرتفع بالجهلاء إلى مساند الأئمة العلماء، ولا بضاعة لهم من العلم والورع إلا بضاعة الحيلة والدسيسة وصناعة الزلفى والتقرب إلى السلاطين والأمراء، وقد ينقلون مناصبهم بالوراثة إلى ذريتهم فيوصفون في المهد بصفات الجهابذة والأولياء.
وقد كان الصيادي ينال غاية ما ينال من ألقاب العلم والشرف ويتشفع عند ولاة الأمر لمن يطمع في نيلها، وهو من الجهل بالكتابة بحيث يستكتب «المحاسيب» ما ينسبونه إليه من تلك التصانيف في كرامات الأقطاب.
قال الأستاذ خير الدين الزركلي صاحب الأعلام - وهو خبير بأصحاب السير والتراجم من أبناء الجيل القريب: «إن الصيادي صنف كتبا كثيرة أشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانبا منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين ... وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره ...»
نقول: ومن هذا الشعر ما بعث به إلى الأستاذ الإمام يثني فيه على رسالة التوحيد:
نعم فيها اختيارات ونسج
دقيق فيه درب للطراد
Shafi da ba'a sani ba