أقول هذا الكلام إذ أرى الأقلام في كل مكان «نازلة غزل» عبارات عن العبور إلى الانفتاح والعبور إلى وفرة الإنتاج والعبور إلى العبور، بينما لا انضباط ولا شعور بمسئولية، بل أهم من هذا كله، لا محاسبة على أخطاء!
فهل لنا أن نستفيد من تجارب قواتنا المسلحة؟
إنها بنود قليلة، ولكنها أساسية وفي غاية الأهمية: تحديد المسئوليات بدقة، توفير السلطات القادرة على تحمل مسئوليات التنفيذ، فتحاسب وتحاسب فورا، فإما الردع وإما المكافأة بسخاء!
هل آن لنا أن نفيق إلى حقائق الأمور، فنلحق كشعب بالمستوى الرائع الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة؟ فإن أفرادها إنما «منا وعلينا» ولكن الفوارق كامنة بين أسلوب العمل هنا وهناك تلك هي المعركة التي تتحدانا إلى عبور!
هل ستنتهي ثورة يوليو نهاية ثورة عرابي؟
بقلم كمال رفعت
كانت مفاجأة لي، ولغيري، أن نجد الدكتور فؤاد زكريا - في مقالاته عن جمال عبد الناصر واليسار المصري - يهاجم ثورة يوليو من نفس الزاوية التي هوجمت منها جميع ثورات العالم قديمها وحديثها!
ولو أننا أخذنا حقا بمنطق الدكتور لكان علينا أن نقتنع بأن الثورات الأمريكية والفرنسية والروسية والصينية (والجزائرية أيضا) كانت أخطاء حدثت في تاريخ شعوبها.
إن لكل ثورة أخطاءها، وقد يكون منها السماح للعناصر الانتهازية بالتسلق على حساب العناصر الثورية، وعدم الاهتمام الكافي بتربية الكوادر السياسية، وتفشي البيروقراطية في التنظيمات السياسية، وعدم الاعتماد بالقدر الكافي على طاقات الجماهير، وعدم الضرب بشدة على أيدي العناصر المنحرفة أو المخربة. وقد تصل هذه الأخطاء إلى حد أن تأكل الثورة نفسها، ولكنها ليست بالضرورة متعمدة كما يجزم بذلك الدكتور فؤاد زكريا في نقده لشعار «من لا يعمل لا يخطئ» وإصراره على أن الخطأ «الذي كان هذا الشعار يهدف إلى تبريره والدفاع عنه، كان خطأ مقصودا ومتعمدا ارتكب بروية وتفكير وسبق إصرار وترصد يرمي إلى إكساب مرتكبه مغانم لا يستحقها من قوت شعب مطحون.»
سبحان الله! هل هناك امتهان بحقوق الناس، وتحيز واضح ضد ثورة يوليو أكثر من هذا. إن الأرجح هو أن الدكتور كان متأثرا بموضوع شخصي لمسه عن قرب أو سمع به. وهذه هي نفس الطريقة والأسلوب الذي يهاجم به اليمين الرجعي في الوقت الذي كنا نأمل منه أن يكون أكثر موضوعية لا يدين بغير الحقيقة كما يفهمها بمقاييس البحث العلمي المجرد.
Shafi da ba'a sani ba