إن سهامنا إذا وقعت
بقدر ما تعلو بها رتبه
وإذا بدت للنمل أجنحة
حتى يطير فقد دنا عطبه
1
ثم تراجع ونظر حوله، فرأى ما هو فيه من النعيم والأبهة، وتصور أنه إذا مات أفضى الأمر إلى جعفر؛ لأنه لا يجهل ضعف ابنه الأمين، ويعرف قوة المأمون؛ وهو ابنه أيضا، ولكن يميل إلى الفرس؛ لأنه ربي في حجر جعفر، وشب على حب الشيعة، فإذا أفضى إليه الأمر وجعفر حي خرجت الخلافة من بني العباس، فندم على تسليم المأمون إلى جعفر، وإهمال الأمر الذي كان ينبغي أن ينظر فيه قبل كل شيء؛ وهو بقاء الدولة لبني العباس، ثم تذكر كيف حرضه جعفر على المبايعة للمأمون، ولم يكف عنه حتى أطاعه، فتوهم أن ذلك إنما فعله لينقل الخلافة إلى الشيعة بعد ذهابها من يد الأمين، فصر على أسنانه ندما، ثم عض أنملته وهز رأسه وقال:
لقد بان وجه الرأي لي غير أنني
عدلت عن الأمر الذي كان أحزما
فكيف يرد الدر في الضرع بعدما
توزع حتى صار نهبا مقسما؟
Shafi da ba'a sani ba