ففتحت فمي، وحملقت ... كالأبله ... ما كنت أظنه حجة لي تقلبه هي حجة لها علي. فالحق أن المرأة مخلوق آخر ...
وقالت: «ألا تفهم؟ كل ما عليك هو أن تذهب إليه وتقول له يا عمي، أو يا خالي ... ماذا تسميه في العادة؟»
قلت: «البلاء الأزرق ... وقل له ذاك.»
قالت: «قل له ما تشاء ... ولكن قل إنك تحبني، وإني أحبك، وإنك تريد أن تتزوجني، فأنت ...»
فنفد صبري، وأنا صبور جدا، وحليم، ولكن لكل شيء حدا، وقد كلفتني حماقاتها أكثر مما أحب أن أتذكر، ولكن هذا شطط لا سبيل إلى احتماله، وقد بينت لها رأيي فيها بأصرح ما أستطيع، ولعنتها ولعنت صاحبها أو قريبها بأحر لفظ!
ولكنها لم تغضب، بل قالت لي: «يظهر أنك غير فاهم. هذا اقتراح أحمد، وهو كما تعرف ذكي جدا ... شعلة ذكاء، وهو يقول إن خالي يكرهك كره العمى، فإذا سمع أنك تحبني وتخطبني، وأني أحبك، وراضية بك، طار عقله وقال: «كله إلا هذا»، وهو يعرف حق المعرفة أنه لا سلطان له علي لأني بلغت رشدي، فإذا جئت أنا وقلت له: إني لا أحبك ولا أريدك زوجا لي، لم يسعه إلا أن يرضى بأحمد ... أي إنسان خير عنده منك ... هل فهمت الآن؟ ... المسألة كلها لن تستغرق أكثر من نصف ساعة وتخرج أنت مسرورا بنجاحك، وأسعد أنا وأحمد بقية العمر بفضلك!»
وبدا لي، وأنا أدير هذا الاقتراح في رأسي، أنه لا يخلو من سداد، وإن كانت أشياء بقيت تحك في صدري، وهي مخاطرة على كل حال!
وسألتها: «هل أنت واثقة أن هذا الحمى يقبل كل شيء إلا أن يزوجني منك؟ إني لا أريد أن أقع أنا في الشرك!»
قالت: «لا تخف، وهل تتصور أنه يخطر لي أن أرضى بك زوجا؟»
قلت: «أشكرك، ولكني أحب أن أكون على يقين.» •••
Shafi da ba'a sani ba