10

فملنا إلى النبع وتناولنا منه براحتينا، وأحسست وأنا أشرب أن هذه الكرعة الروية أجدى وأرد للنفس من كل هذا الجدل العقيم، وكان وجهها إلى جانب وجهي - وهي حانية ويدها ممدودة إلى الماء - فنازعتني نفسي أن أقبلها، واشتهيت أن أضع شفتي على خدها الأسيل، ولكني أحجمت وكبحت نفسي على عادتي، وقلت وأنا أعتدل واقفا: «لقد كنت أستحقها.»

فلم تفهم - ولها العذر - وسألت: «ماذا؟»

قلت: «قبلة فطمت نفسي عنها وأضعت فرصتها.»

فلم تفهم هذا أيضا - أو لعلها فهمت وتبالهت - وسألت: «قبلة؟ ممن ...؟»

قلت بحدة: «منك أنت ... فقد حركت نفسي وأتعبتني.»

فضحكت وقالت: «أوه ... أوه ...»

فقلت وأنا مغيظ: «أوه ... أوه ... أهذا كل ما عندك؟»

فقالت معتذرة: «ولكن ما ذنبي أنا؟»

قلت: «صدقت ... أنا الذي أضاع الفرصة ثم عاد يتحسر عليها.»

قالت: «أتتكلم جادا؟»

Shafi da ba'a sani ba