حَتَّى تفيض على أهل الْجمع وتلقي الزَّبَانِيَة على وُجُوههم وينهزم مَالك خازنها من بَين يَديهَا فَلَو كَانَ لكل آدَمِيّ عمل مائَة ألف نَبِي وَمِائَة ألف صديق وَمِائَة ألف شَهِيد لحقر عمله ولظن أَنه لَا ينجو مِنْهَا
فَعِنْدَ ذَلِك يعرض لَهَا النَّبِي ﷺ وَقد أشرقت الْقِيَامَة من نور وَجهه فَيَأْخُذ بزمامها وَيَقُول لَهَا كفي عَن أمتِي كفي عَن أمتِي ثَلَاثًا
فَتَقول لَهُ يَا أَيهَا النَّبِي الْكَرِيم وَالرَّسُول الرؤوف الرَّحِيم مَا جعل الله لي عَلَيْك وَلَا على أمتك من سَبِيل
فَعِنْدَ ذَلِك يتَعَلَّق العَبْد المذنب إِذا رأى الْأَهْوَال الْعِظَام بِالنَّبِيِّ ﵊ فَيَقُول يَا رَسُول الله أنقذني من عَذَاب الله فَيَقُول لَهُ ألم أبلغك رِسَالَة رَبِّي فَلم عصيت فَيَقُول لَهُ العَبْد المذنب يَا رَسُول الله غلبت عَليّ شقوتي
فَيَقُول ﷺ لَا شقوة على أحد نم أمتِي وَلَا على من قَالَ فِي الدُّنْيَا مخلصا لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله
فَيشفع لَهُ إِلَى الله تَعَالَى فَيشفع فِيهِ
وأنشدوا
(أَلا أكْرم بِأَحْمَد ذِي الأيادي ... شَفِيع النَّاس فِي يَوْم التنادي)
(إِذا نشر الْخَلَائق من قُبُور ... عُرَاة يَبْتَغُونَ ندا الْمُنَادِي)
(وَقربت الْجَحِيم لمن يَرَاهَا ... فيا لله من خوف الْعباد)
(وَقد زفرت جَهَنَّم فاستكانوا ... سقوطا كالفراش وكالجراد)
(وَقد بلغت حَنَاجِرهمْ قُلُوب ... وَقد شخصوا بأبصار حداد)
(فيا جَبَّار عفوا مِنْك فالطف ... وَيَا رَحْمَن رفقا بالعباد)
(ونودوا للصراط أَلا هلموا ... فَهَذَا وَيحكم يَوْم الْمعَاد)
(تسوقكم إِلَيْهِ سوق عنف ... مَقَامِع من زَبَانِيَة شَدَّاد)
(أَلا يَا معشر الْإِسْلَام هبوا ... من الإغفال فِي غمر الرقاد)
٧٢ - حَدِيث فِي التَّرْهِيب
رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (كل عين باكية يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا عين بَكت من خشيَة الله وَعين غضت عَن محارم الله وَعين باتت تحرس فِي سَبِيل الله)
1 / 46