265

Gonar Wa'azin

بستان الواعظين ورياض السامعين

Editsa

أيمن البحيري

Mai Buga Littafi

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤١٩ - ١٩٩٨

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
يصدقُوا بِالْعَذَابِ حَتَّى شاهدوه
ثمَّ ضرب الله ﵎ مثلا للْكَافِرِينَ فَقَالَ تَعَالَى ﴿وَالَّذين كفرُوا أَعْمَالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن مَاء﴾ النُّور ٣٩ يرَاهُ من الْبعد ﴿حَتَّى إِذا جَاءَهُ لم يجده شَيْئا﴾ النُّور ٣٩ كَذَلِك الْكَافِر بِحَسب مَا قدم من عمله فِي الدُّنْيَا يَنْفَعهُ بل وجده بلَاء وحسرة عَلَيْهِ لِأَن الله ﵎ محقه وأبطله بالنفاق وَالْكفْر لِأَنَّهُ عمل لم يعمله لوجه الله ﵎ وَلَا ينفع من الْأَعْمَال كلهَا إِلَّا مَا كَانَ لوجه الله خَالِصا وَالْكَافِر وَالْمُنَافِق لم يرد بِعَمَلِهِ وَجه الله تَعَالَى فنعوذ بِاللَّه من النِّفَاق وَالْكفْر بعد الْإِيمَان وَمن زَوَال النِّعْمَة بعد الْإِحْسَان وَمن القطيعة والحرمان وَمن ترك الزِّيَادَة وَلُزُوم النُّقْصَان وَمن ترك الْعِزّ وَاتِّبَاع الهوان وَترك الْمولى الْكَرِيم وصحبة الشَّيْطَان
ثمَّ وصف الْجَبَّار ﷻ وتقدست أسماؤه الرِّجَال الَّذين يسبحون لَهُ بالمساجد فَقَالَ ﵎ ﴿يسبح لَهُ فِيهَا﴾ النُّور ٣٦ يَعْنِي الْمَسَاجِد ﴿بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال رجال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَة وَلَا بيع عَن ذكر الله﴾ النُّور ٣٦ فسبحان من لَو سجدنا لَهُ على جمر الغضا وحرارة الرمضاء مَا بلغنَا جُزْءا وَاحِدًا من فنَاء الْأَعْدَاء من حق الْملك الْجواد الَّذِي أنعم علينا بِنِعْمَة الْإِسْلَام وفضلنا بِمُحَمد ﵊ خير نَبِي وَأكْرم إِمَام شَاهدا علينا فِي جَمِيع الْأَحْكَام وَجعل هَذِه الْأمة شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة على النَّاس يَوْم تشقق فِيهِ السَّمَاء بالغمام
فَمن كَانَت هَذِه النِّعْمَة من بعض نعمه عَلَيْهِم كَيفَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَة أَو بيع عَن ذكر الله وتجارتهم مَعَ الله رابحة ومحاسنهم لِذَوي الْأَلْبَاب لائحة
ثناؤهم عطر الْأَنَام فَهُوَ بَين لناس كالأعلام بهم يستمطرون الْغَيْث إِذا حجب وَفِي جُمْلَتهمْ يحْشر السعيد والنجيب وَمن فاخرهم يخب وَمن حاربهم نكب وَمن أقلع إِلَيْهِم بِغَيْر ريح عطب بدعائهم يستمطر الْغَمَام فَهُوَ دَوَاء الآلام وشفاء الأسقام وبهم يستنقذ المغلوب وبهم يفرج الله عَن المكروب كروبهم كشف الْعَمى عَن الْقُلُوب وبهم تغْفر الْخَطَايَا والذنُوب وَمن اقْتدى بهم تجنب الآثام والذنُوب وأقلع عَن القبائح والعيوب وَبلغ من رَحْمَة مَوْلَاهُ المنى والمرغوب وبهم يتَوَصَّل إِلَى غَايَة المحبوب
وأنشدوا
(وَرَبك لَو أَبْصرت يَوْمًا تَتَابَعَت ... عزائمهم حَتَّى لقد بلغُوا الجهدا)
(لأبصرت قوما جانبوا النّوم وَارْتَدوا ... بأردية التسهاد واستقربوا البعدا)

1 / 274