وخرجت فيها ريح بارد من بلاد التُّرْك فمرّت ببلْخ، وأتت خُراسان، ثم قصدت الرقي، وأصبهان، وهمدان، إلى حُلوان، وتشعّبت هناك شُعبتان، شعبة أخذت ذاتَ (اليمين إلى سُرّ مَن رأى، والموصل، والجزيرة) (١) وشعبة أخذت ذات اليسار فوصلت بغداد، والكوفة، والبصرة، وخوزستان، وفارس، وأهلكت من الناس خلقًا (كثيرًا) (٢) في الطرقات، وعرض لأكثر الناس السُّعال والزُكام، ومات به خلق كثير. (ثم من بعد ذلك بأربعين يومًا انحطَّت نار من السماء فأحرقت أرجان وأحرقت خلقًا عظيمًا) (٣) باليمن، والبحرين، والبصرة، وأهواز، وبغداد، والموصل (٤). ووصل الخبر إلى السلطان أن جبلًا (٥) يقال له الشعَر سار (من موضعه) (٦) عشر فراسخ (٦). * * * واتفق في هذه السنة انقضاض الكواكب ليلة الخميس مُستَهلّ جمادى الآخر من العشاء إلى الفجر (٧). * * * وكانت زلزلة عظيمة بالشام أخربت أنطاكية، وحمص، وتدمُر (٨). (سنة مايتين واثنين (٩) وأربعين انقضّت نار من السماء فأحرقت أرَّجان مرة أخرى (١٠).

(١) ما بين القوسين ساقط من "أ". (٢) من "ب". (٣) ما بين القوسين ليس في "ب". (٤) خبر الريح في: تاريخ سِنِي ملوك الأرض والأنبياء ١٤٥، وتاريخ حلب للعظيمي ٢٥٨، والكامل ٦/ ١٥٤، وتاريخ السرياني ٣/ ٨٤. (٥) في "ب": "خيلًا"، وكذا في "أ". والتصحيح من تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء ١٤٥. (٦) ما بين القوسين من "ب". والخبر في تاريخ سني ملوك الأرض ١٤٥، وتاريخ حلب للعظيمي ٢٥٨. (٧) الطبري ٩/ ٢٠١، مروج الذهب ٤/ ١٠٣، تاريخ العظيمي ٢٥٧، الكامل ٦/ ١٥٣، ١٥٤، المنتظم ١١/ ٢٨٣، والبداية والنهاية ١٠/ ٣٢٤، وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٩١، والبدء والتاريخ ٦/ ١٢١، ونهاية الأرب ٢٢/ ٢٨٩، وتاريخ الإسلام (٢٤١ - ٢٥٠ هـ) ٥، ٦، والنجوم الزاهرة ٢/ ٣٠٤، وتاريخ الخلفاء ٣٤٨، وشذرات الذهب ٢/ ٩٦ والدرّة السنية في أخبار الدولة العباسية (من كنز الدرر وجامع الغرر) ٢٣٧. (٨) تاريخ حلب للعظيمي ٢٥٨، الكامل ٦/ ١٥٤، تاريخ السرياني ٣/ ٨٤. (٩) الصواب "واثنتين". (١٠) تاريخ حلب للعظيمي ٢٥٨.