Burhan
البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا
Nau'ikan
المسروق (١)، والهاء الثانية في ﴿جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ﴾ تقول (٢) أيضا: على السارق أو على المسروق (٣)، وكذلك ﴿فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾، والهاء في ﴿رَحْلِهِ﴾ تعود على ﴿مَنْ﴾، ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ الكاف في موضع نصب (٤)، أي: نجزي الظالمين جزاءً كذلك (٥)، والإشارة بذلك إلى الحكم.
القولُ في القراءةِ:
قرأ أهل الكوفة برفع ﴿دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ بتنوين ﴿دَرَجَاتٍ﴾، الباقون بإضافتها إلى ﴿مَنْ﴾ (٦)، فمن نوَّن كانت ﴿مَنْ﴾ في موضع نصب تكون مفعولًا ثانيًا لنرفع، ومن لم ينوِّن أضاف درجاتٍ إلى ﴿مَنْ﴾.
القولُ في المعنى والتفسيرِ:
المعنى والله أعلم ولما دخل ولد يعقوب على يوسف ضم إليه أخاه، قال السدي: لما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه، قال عرف أخاه فأنزلهم منزلا، وأجرى عليهم الطعام والشراب فلما كان الليل
(١) ابن عادل، مرجع سابق، ١/ ٣٠٠٧. " جَزَاؤهُ " مبتدأ، وخبره محذوف، تقديره: جزاؤه عندنا كجزائه عندكم، والهاء تعود على السَّارقِ، أو على المسروق، وفي الكلام المتقدِّم دليل عليهما.
(٢) كذا في الأصل ولعل الصواب "تعود" لاستقامة المعنى والله تعالى أعلم.
(٣) الواحدي، مرجع سابق، ١٨/ ٤٨٨.
(٤) ابن عادل، مرجع سابق، ١/ ٣٠٠٧.
(٥) النَّحَّاس، إعراب القرآن، مرجع سابق، ٢/ ٢١٠. القيسي، مشكل إعراب القرآن، مرجع سابق، ١/ ٣٢٩.
(٦) ابن مجاهد، مرجع سابق، ص ٢٦١ - ٢٦٢. النَّحَّاس، إعراب القرآن، مرجع سابق، ٢/ ٢١١، ٢١٠. ابن خالويه، كتاب السبعة في القراءات، مرجع سابق، ص ٣٣٦.
1 / 265