146

Burhan Muayyid

البرهان المؤيد

Bincike

عبد الغني نكه مي

Mai Buga Littafi

دار الكتاب النفيس

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1408هـ

Inda aka buga

لبنان

ومن يده في الماء إلى زنده يعرف حر الماء من برده فكلما ترجم عنه لسان أو كشف عنه بيان أو اشتمل عليه جنان فنهايته محصورة وغايته مدركة حتى تصل الأمور بأربابها إلى العجز والتقصير فيقول سيدهم ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) ويقول الآخر العجز عن درك الإدراك إدراك وهذا إشعار بعدم حاصل متحقق من جنس الشاهد مع إثبات وجوده المنزه عما يقوم في الشاهد لأن فيه كاف الخطاب للمخاطب أي عرفت وجودك ولم أقدر على إحصاء صفاتك ولا إدراك ذاتك فمن ضرورة وجودي وجودك لأني معلومك وأنت القائم بي فلزمني الاعتراف بك من حيث لا يمكنني جحده فناقصني تجليك في بي من حيث ضرورة فقري إليك وفاقتي وشاهد نقصي ولزوم قصوري وعجزي فطلبت صفات كمالك التي لا تتناهى بصفات نقصي المتناهية فلم أطق لك قدرا ونادتني سبحات جلالك من وراء سرادقات عظمتك أيها المحدث المتناهي ارجع إلى محل حدثك قسرا فلقد حاولت أمرا إمرا فعجب لي كيف أطلبك وأنت معي وكيف لا أشهدك وأنت عندي أعجب منه كيف أعرفك ولست بمجانس لمعروف ولا مشاكل لمألوف ولا متناه فتحصر ولا بجسد فتتصور ولا بذي صورة فتبصر فمن أين تعرف أو تقدر فلست بغائب فتطلب ولا بحاضر فتدرك ولا ظاهر فتنال ولا باطن فتنكر وتحال ولا مقيس فتتصور بمثال

( فيا غائبا حاضرا في الفؤاد

فديتك من غائب حاضر )

أنت قريب من حيث ضرورة وجود الأشياء بك فلا قريب منك بعيد من حيث لا مناسبة بينك وبينها فلا أبعد منك

Shafi 156