(وأفرق بين معروفي ومني ... وأجمع بين مالي والحقوق) # فأحسن القسمة في المقابلة، ومال مع ما ينبغي أن بمال معه، وحمل على ما يحسن الحمل عليه، وفرق بين ما ينبغي أن يفرقه، وجمع بين ما ينبغي أن يجمعه وأساء الآخر المقابلة حيث يقول:
(أموت إذا ما صد عني بوجهه ... ويفرح قلبي حين برجع الموصل)
فجعل حذا الموت فرح القلب، وحذاء الصد بوجهه الوصل وهذه مقابلة قبيحة، ولو قال:
(أموت إذا ما صد عني بوجهه ... وأحيا إذا مل الصدود وأقبلا)
فجعل حذاء الموت الحياة، وحذاء الصد بالوجه الإقبال، لكان مصيبا.
وأما حسن النظم فكقوله:
(متاركة اللثيم بلا جواب ... أشد على اللثيم من الجواب)
وكقوله:
(يا أيها المتحلي غير شيمته ... إن التخلق يأتي دونه الخلق)
فهذا نظم حسن جميل، له رونق غير محيل، فاما [قول الشاعر]:
Shafi 140