Burhan Fi Wujuh Bayan

Ibn Wahb Katib d. 335 AH
71

Burhan Fi Wujuh Bayan

البرهان في وجوه البيان

Nau'ikan

وأما القطع والعطف (والتقديم والتأخير) فو واضح لمن أراد أن يعرفه، وهو في القرآن كثير، ومنه - مما قطع الكلام فيه وأخذ في فن آخر من القول ثم عطف بتمام القول الأول عليه - قوله -عز وجل-: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم} إلى آخر الآية] ومثله: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير # وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق} ثم قطع وأخذ في كلام آخر فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ثم رجع إلى الكلام الأول فقال: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} ومثل ذلك ما حكاه عن لقمان في وصيته لابنه إذ قال له: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} ثم قطع وأخذ في آخر فقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} إلى قوله: {فأنبئكم بما كنتم تعملون} ثم رجع إلى تمام القول في وصية لقمان فقال: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يات بها الله إن الله لطيف خبير} إلى آخر الآيات.

وأما التقديم والتأخير فكقوله -عز وجل-: {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى} [أراد ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما].

Shafi 125