168

Burhan

البرهان فى تناسب سور القرآن

Editsa

محمد شعباني

سورة نوح
لما أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالصبر في قوله تعالى: "فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (٥)
وجليل الإغضاء في قوله: "فذرهم يخوضوا ويلعبوا"
أتبع ذلك بذكر قصة نوح ﵇ وتكرر دعاء قومه إلى الإيمان وخص
من خبره حاله في طول مدة التذكار والدعاء لأنه المقصود في الموضع تسلية لنبيه ﷺ وليتأسى به في الصبر والرفق في الدعاء كما قيل له ﷺ في غير هذا الموضع "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ"
" فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ "
فقد دام دعاء نوح قومَه أدوم من مدتك ومع ذلك فلم يزدهم إلا فرارا
(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (٧)
ثم مضت آى السورة على هذا المنهج من تجديد الِإخبار بطول مكابدته عليه

1 / 347