Masu Gina Musulunci: Muhammad da Khalifofinsa
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Nau'ikan
بجيوش الكفار من أهل قريش، لكن شتان بين الجيشين في العدد والعدة، في الرحل والخيل، في اليد والترس.
كان محمد واثقا من النصر، ولكنه كان يشهد ذلك البحر الخضم من جيوش قريش، وهذا النفر القليل من رجاله، فدخل إلى خيمته وبصحبته أبو بكر وهو في إشفاق، ثم قال مستقبلا القبلة: «اللهم هذه قريش، قد أتت بخيلائها وفخرها تحاول وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد في الأرض.»
وأخذ الرسول يدعو الله حتى مال عن كتفيه رداؤه وهو لا يشعر، لاتجاهه بقلبه وروحه إلى الله، فأعاده أبو بكر وهو مشفق على الرسول أيما إشفاق، قائلا مناشدا الرسول: «يا رسول الله، كفاك مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك من النصر.»
لكن الرسول كان مشغولا عما حوله؛ إذ كان في حالة روحية انقطع فيها عن الخلق متصلا بالخالق، وتثاقل جسمه، فتسلمه أبو بكر، وأضجعه قليلا، فأخذته سنة من النوم، وبينا أبو بكر واقفا وهو مأخوذ حزين؛ إذ وجد جسم الرسول
صلى الله عليه وسلم
يرتعش، كما وجده يتكلم كلاما وهو نائم، فأشفق عليه أبو بكر، وخرج من الخيمة وهو حائر، وبخاصة وقد كانوا على وشك الالتحام بجيش عظيم العدة، كثير العدد، غني بالخيول والخيالة، وهم بضع مئات لا يتجاوزون الثلاثمائة، وقائدهم ينتفض.
حينئذ دعا أبو بكر ربه قائلا: «اللهم إنك وعدتنا بالنصر فانصرنا.» وبينا هو في هذه الحال، إذ أقبل عمر يريد أن يستعلم عن مكان الرسول، ويستطلع جلية الأمر، فشغل باله انقباض صدر الرسول، ووقوعه في غيبوبة، وأخذ أبو بكر وعمر يضربان أخماسا في أسداس، وإذا بهم يباغتون برؤية الرسول ممتلئا نشاطا، يعلو وجهه البشر وهو يقول:
يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ، ثم قال: «يا أيها الناس، هذه آية نزلت، والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة.»
وهنا بلغ صياح الجنود المقاتلين من المسلمين أشده، واندفعوا وكأنهم قد شربوا كئوسا من الحميا، يتدافعون متسابقين إلى القتال، وقبض محمد - وقد شاهد حالة جنوده المعنوية على خير - قبضة من التراب، وألقى بها في وجوه المشركين قائلا: «شاهت الوجوه، شاهت الوجوه.» وأمر أصحابه وهم على رءوس الصفوف قائلا: «شدوا.»
نزول الملائكة
Shafi da ba'a sani ba