Masu Gina Musulunci: Muhammad da Khalifofinsa
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Nau'ikan
وكذلك ذكرت عثمان، وقد كان من السابقين في اعتناق الإسلام، فشاهد جميع المشاهد والوقائع مع الرسول، ما عدا غزوة بدر، فقد كان متغيبا لمرض زوجته «أم كلثوم»، وقد ماتت في اليوم الذي نصر الله فيه المسلمين في موقعة بدر، فكانت غيبة عثمان غيبة شرعية؛ ولذلك أسهم له الرسول مع الغانمين كما لو اشترك في القتال.
وكذلك ذكرت عظم ثقة الرسول بعثمان، فقد اتخذه سفيرا إلى قريش في بيعة الحديبية، كما كان كاتب الوحي للرسول، وكاتبا وأمينا لأبي بكر وعمر، فقد كانا يستشيرانه في أهم الأمور لرجاحة عقله وحسن تدبيره، وكان أحد الستة الذين قال فيهم عمر: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مات وهو عنهم راض، ولما بويع بالخلافة كانت المبايعة بأغلبية آراء المشيرين من زعماء المسلمين وقادة الرأي فيهم.
وذكرت كيف افتدى عثمان الخطيئة التي ارتكبها عبيد الله بن عمر بماله الخاص حين قتل عبيد الله الهرمزان، وأبا لؤلؤة، وابنته وحفيده، واعتقله عمرو بن العاص، وأتى به إلى صهيب الذي حبسه في دار سعد بن أبي وقاص، وقد كانت هذه أول قضية نظر فيها عثمان، وقد أشير عليه بقتل عبيد الله؛ لأنه قتل عمدا من لم يقتل أباه، فالذين قتلهم لم يثبت عليهم قتل عمر ثبوتا قاطعا ، ولكن بعض الصحابة الأجلاء من المهاجرين قالوا معترضين: لقد قتل عمر بالأمس، فهل نقتل ولده اليوم؟
وقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين، إن الله قد أعفاك؛ إذ وقع هذا الحادث ولم يكن لك سلطان على المسلمين (أي إنه حدث قبل إتمام مبايعته بالخلافة)، فقال عثمان: ولكني وليهم، وقد جعلتها دية وافتديتها بمالي.
أول خطبة لعثمان
ذكرت كيف أن عثمان حين ولي أمر المسلمين أوصاهم بالعمل الصالح، والجد، وعدم التغافل والاغترار بنعيم المدنية التي وجدوا عليها الفرس والروم بعد أن فتح بلادهما الإسلام واختلط بهم المسلمون، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله:
إن الدنيا طويت على الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور، واعتبروا بمن مضى، ثم جدوا ولا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكم. أين أبناء الدنيا الذين آثروها، وعمروها، ومتعوا بها أنفسهم طويلا؟ ارموا بالدنيا حيث رمى الله بها، واطلبوا الآخرة، فإن الله ضرب لها مثلا فقال عز وجل:
واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا
Shafi da ba'a sani ba