وأنا أسأل الله الكريم رب العرش العظيم، مجيب الدعاء، وقابل
الندآء، وأتوسل إليه بجاه المصطفى، وأخيه المرتضى، وباقي عدة أهل الكساء ومن أصطفى وأجتبى من الملائكة والأنبياء، وصفوة العترة الأكرمين، وجميع الشهداء والصالحين، قبول عملي مع علمه بخلوص نيتي، وصلاح طويتي، وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم، ومقربا إلى جنات النعيم؛ فقد علم -سبحانه وتعالى- بما عليه قلبي احتوى، فهو الذي يعلم السر والنجوى؛ وحيث وقد (1) خلصت بحمدالله من هذه الترجمة فأشرع -إن شاء الله- في المقدمة.
[مقدمة الكتاب]
فأقول: اعلم أرشدك الله إلى الصواب، وثبتك عند إيراد السؤال والجواب: أن تفرق الأمة في مذاهبها؛ مما لا يرضاه منها (2) ربها؛ لأنه سبحانه وتعالى قد أمرها باجتماعها، وحذرها عن افتراقها بقوله تعالى: {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون}[ ] وبقوله سبحانه وتعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}}[ ]، فخالفت أكثر الأمة مضمون هاتين الآيتين وحذت حذو من تقدمها من الأمم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وقد بين الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ذلك الإفتراق والشقاق بحديث الإفتراق الذي رواه المنصور بالله في آخر الكراس الثالث من أول الجزء الأول من (الشافي) [7أ-أ] وهو حديث مشهور.
قلت: قلت: وقد صححه السيد العلامة المجتهد عبد الله بن علي الوزير -رحمه الله- في تأريخه (طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى) وقال -عليه السلام-: إنه رواه غير أبي داود بطرق كثيرة من الصحابة غير معاوية مثل أبي هريرة وآخرين.
Shafi 35