وقد ناهز التسعين١، وكان يرجو وفاته بمكة، فما قدر. ﵀ وإيانا.
أنشدني شيخي بالقاهرة، والموفق الأبي بمكة قال كل منهما: أنشدني المجد لنفسه مما كتبه عنه الصفدي في سنة سبع وخمسين:
أحبتنا الأماجد إن رحلتم ... ولم ترعوا لنا عهدا وإلا
أودعكم وأودعكم قلوبا ... لعل الله يجمعنا وإلا
وعندي في ترجمته بأول ما كتبه من القاموس فوائد، منها قول الأديب المفلق نور الدين على بن محمد بن العليف العلي العدناني المكي الشافعي، وقد قرأ عليه القاموس:
مذ مد مجد الدين في أيامه ... من بعض أبحر علمه القاموسا
ذهبت صحاح الجوهري كأنها ... سحر المدائن حين ألقي موسى
ومن شعره أيضا في مدح البديعية التي نظمها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عمر العلوي، وجيه الدين، المتوفى سنة ٨٠٤هـ:
هذا القصيد حوي البدائع كلها ... وسما على نظم الآفاق وفاقا
حتى أقر الحاسدون بحسنه ... فأبان من أهل الخلاف وفاقا
ورقا بناظمه ذري لم يرفها ... من رق لفظا في الورى آفاقا
وقال أيضا:
هذا قصيد بديع الحسن لست ترى ... شعرا بديعا يدانيه ولا حسنا
سني ببهجته أهل النهى وسما ... حسنا وفاح له طيب ولاح سنا
_________
١ وكذا في إنباء الغمر لابن حجر العسقلاني، وكذلك في المصادر، ويستنتج منها أيضا أن عمره لما توفى كان ٨٨ سنة. إلا أن ابن حجر قال في ترجمته في ذلك الدرر الكامنة: "وقد جاوز التسعين" ولعله وهم أو تصحيف. ونقل الزركلي في الأعلام عن العقيق اليماني رواية أخرى هي أنه توفي في شوال سنة ٨١٩هـ.
1 / 26