437

Littafin Kasashe

كتاب البلدان

Nau'ikan

ilimin ƙasa

من بعد ما كان أبرويز أشحنها

بالدارعين وكتاب الدواوين

وكل ليث شجاع باسل بطل

كمثل خريتها أو مثل شروين

وكل رعبوبة بيضاء بهكنة

تحكي بنغمتها صوت الوراشين

وبالعجائب من ألوان زهرتها

من بين ورد وخيري ونسرين

لم يبق من رسمها إلا تلؤلؤها

أو ربع دار عفت من طور عبدين

سبحان من خلق الدنيا ودبرها

وأنشأ الخلق من ماء ومن طين

ومر معاوية بوادي القرى فتلا هذه الآية أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون ثم قال: نزلت هذه الآية في أهل هذه البلدة وهي بلاد عاد، فأين العيون؟

فجاءنا رجل وقال: صدق الله في قوله. أتحب أن أستخرج العيون؟ قال نعم.

فاستخرج ثمانين عينا. وعرف معاوية ذلك فقال: الله أصدق من معاوية.

وقال محمد بن عيينة المهلبي: البئر التي بالماوية هي بئر عاد، لا يقل ماؤها ولو وردها سائر أهل الأرض. وإياها عني أبو النجم العجلي بقوله:

من نحت عاد في الزمان الأولي

وذكر الكلبي قال: بينا قوم من كلب يعرفون ببني عمد الله بن كنانه على ما لهم وقد نحروا جزورا ومعهم زهير بن جناب الكلبي، إذ أقبل رجل من بقايا عاد يقال له عبيد بن مسهر وكان أعظم الناس جسما حتى وقف عليهم فهالهم لما نظروا إليه. فقالوا: دونك الركاء فشرب جميعه. ثم وقع نائما. فأقام في نومه سبعة أيام، وهرب القوم فزعا وقد ثبت زهير، فلما استيقظ قال: أين قومك؟ قلت: هربوا من رهبتك. فقال: أما لينفعنك ذلك. قم اركب معي. فركب معه فدله على مياه كانت لعاد مندفنة، ولم يكن أحد يعرفها غيره. منها الدمقانة (1) وأثرى ونكب ورج والحالة وغير ذلك. ثم قال عبيد لزهير: أخبرني عن ريحكم. قال: زفزف تسقط

Shafi 449