Masu Roko
البخلاء
Mai Buga Littafi
دار ومكتبة الهلال
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ
Inda aka buga
بيروت
تكون في الدار، إن احتيج إليها استعملت، وإن استغني عنها كانت عدّة» .
وقد قال الحضين بن المنذر «١»: «وددت أن لي مثل أحد ذهبا لا أنتفع منه بشيء» . قيل: «فما ينفعك من ذلك»؟ قال: «لكثرة من يخدمني عليه» .
وقال أيضا: «عليك بطلب الغنى، فلو لم يكن لك فيه إلا أنه عزّ في قلبك، وشبهة في قلب غيرك، لكان الحظ فيه جسيما، والنفع فيه عظيما» .
ولسنا ندع سيرة الأنبياء، وتعليم الخلفاء، وتأديب الحكماء، لأصحاب الأهواء. كان رسول الله ﷺ يأمر الأغنياء باتخاذ الغنم، والفقراء باتخاذ الدجاج. وقالوا: «درهمك لمعاشك، ودينك لمعادك» . فقسّموا الأمور كلها على الدين والدنيا، ثم جعلوا أحد قسمي الجميع، الدرهم. وقال أبو بكر الصديق رحمة الله عليه ورضوانه: «إني لأبغض أهل البيت ينفقون رزق الأيام في اليوم»، وكانوا يبغضون أهل البيت اللحمين «٢» . وكان هشام يقول: «ضع الدرهم على الدرهم، يكّون مالا. ونهى أبو الأسود الدؤلي «٣»، وكان حكيما أديبا، وداهيا أريبا، عن وجودكم هذا المولّد، وعن كرمكم هذا المستحدث، فقال لإبنه: «إذا بسط الله لك في الرزق فابسط، وإذا قبض فاقبض «٤»، ولا تجاود «٥» الله، فإن الله أجود منك» . وقال: «درهم من حلّ يخرج في حق، خير من عشرة آلاف قبضا» . وتلقّط عرجدا «٦» من برم فقال: «تضيعون مثل هذا، وهو قوت امرىء مسلم يوما إلى الليل»؟! وتلقط أبو الدرداء حبّات حنطة، فنهاه بعض المسرفين، فقال: «إيها، ابن العبسية، إن فقه المرء رفقه في معيشته» .
1 / 34