118

Bughyat al-Ra'id limā Taḍammanah Ḥadīth Umm Zar‘ min al-Fawā’id taḥqīq al-Dasūqī

بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد ت الدسوقي

Editsa

أبو داود أيمن بن حامد بن نصير الدسوقي

Mai Buga Littafi

دار الذخائر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Nau'ikan

عن كلِّ ما يُسقِطُ مُروءَتَهُ: / مِنَ الأكلِ على الموائدِ في الأسواقِ وفي الطُّرقاتِ غيرَ مُستخفٍ، وكشفِ رأسهِ وبدنِهِ بحضرةِ النَّاسِ، ومدِّ رجلَيْه بحضرتِهِم، والحكايةِ المُضحكةِ، وذكرِ أهلِهِ بالسُّخْفِ، قال: فهَذَا ومَا يُشبِهُهُ يُسقطُ العدالةَ عندَ العلماءِ، ولا تُقبلُ الشَّهادةُ معَهَا (^١).
قالَ الفَقِيهُ القَاضِي أَدَامَ اللهُ تَوفِيقَهُ:
وما قالَهُ صحيحٌ؛ لأنَّ المُداومَةَ علَى هذَا مِمَّا يُسقطُ مُروءَةَ ذَوِي المُرُوءاتِ، / ويُزيلُ سمتَ أصحابِ السَّمتِ والتَّصاوُنِ، واشتراطُ التزامِ المُرُوءَةِ مشتَرَطٌ في الشَّهادةِ والعدالَةِ كاشتِرَاطِ اجتنابِ المَحارِمِ، ولكنْ لِكُلِّ واحدٍ مُروءةٌ مَا؛ ولهَذَا قالوا فيه: مُلتَزِمًا لِمُروءَةِ مثلِهِ، وقد قال بعضُ أئمَّتِنَا مِنَ القَرَوِيِّين - وهو أَبُو القاسِمِ بنُ محرز (^٢) -: المُرُوءَةُ المَطلوبَةُ في الشَّاهِدِ هِي: الصِّيانَةُ، والسَّمتُ الحسنُ، وحِفظُ اللِّسانِ، وتَجَنُّبُ السُّخْفِ والمُجُونِ وكلِّ خُلُقٍ دَنِيءٍ (^٣).

(^١) ينظر: «الكفاية في علم الرواية» (ص: ١١١)، و«الفقيه والمتفقه» (١/ ٢٩١)، و«اللمع في أصول الفقه» للشيرازي (ص: ٧٥).
(^٢) أبو القاسم عبد الرحمن بن محرز المقري القيرواني، كان فقيهًا نظّارًا نبيلًا وابتلي بالجذام في آخر عمره وله تصانيف حسنة منها تعليق على «المدونة» سماه: «التبصرة» وكتابه الكبير المسمى «بالقصد والإيجاز». توفي في نحو الخمسين وأربعمائة رحمه الله تعالى. «ترتيب المدارك» (٨/ ٦٨)، و«الديباج المذهب» (٢/ ١٥٣).
(^٣) ينظر: «الذخيرة» للقرافي (١٠/ ٢٠٢)، و«التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب» (٧/ ٤٦٩)، و«فتح القدير» للكمال ابن الهمام (٧/ ٤١٥)، و«التقرير والتحبير علي تحرير الكمال بن الهمام» (٢/ ٢٤٢).

1 / 121