وروى أبو عُبَيدٍ القاسمُ بن سلَّامٍ هذا الحرفَ: «اجتَمعتْ» (^١) بالتَّاءِ، فتقديرُ / الكلامِ في هذا الفصلِ في محلَّين:
المحلُّ الأوَّلُ: قولُه: «اجتمَعْنَ -أو جَلَسْنَ، أو اجْتَمَعَتْ- إحْدَى عشَرةَ» فأظهرَ في هذه الرواياتِ علامةَ التَّأنيثِ، ونونَ الجماعة مع تقدُّمِ الفعلِ، وبابُه في العربيةِ والأحسنُ في الكلامِ حذفُه وتركُ علامةِ التَّثنِيةِ والجمعِ، وإفرادُ الفعلِ.
قال سِيبَويْه (^٢): حذفُوا ذلك اكتفاءً بِما أظهَرُوا- يريدُ: مِن صيغةِ الجمعِ والتَّثنيةِ- فقالوا: قامَ أبواكَ، وقامَ قومُكَ، فاستغنَوا بِما أظهَرُوا عن: «قامُوا وقامَا»، وكذلك فعلُوا في المؤنَّثِ فقالوا: قالَتْ (^٣) جارِيَتاك، وقالَتْ (^٤) نِساؤُك، إلَّا أنَّهم أدخلوا التَّاءَ للتَّأنيثِ، وحذفُوا علامةَ الجمعِ والتَّثنيةِ كما فعلُوا في المُذكَّرِ، ولو بدأْتَ / بأسمائهم، لم يكُنْ بُدٌّ للمُضمَرِ أنْ يجِيءَ بمنزلةِ المُظهَرِ في المُذكَّرِ والمؤنَّثِ والتَّثنيةِ والجمعِ، / فتقول: أخوَاك قالا، وقومُك قالوا، وجارِيتاكَ قالَتَا، ونساؤك قُلن؛ لأنَّه قد وقعَ هنا إضمارٌ في الفعلِ هُو أسماءُ المذكورين، فلم يكُنْ بُدٌّ أنْ يُجاءَ بِهِ مَجيءَ المُظهَر، والفعلُ المقدَّمُ / لم يكُنْ فيه إضمارٌ فيظهرْ، وليستْ تاءُ التَّأنيثِ فيه علامةَ إضمارٍ فيلزمُ إظهارُها في الجميعِ (^٥)، وإنَّما هي علامةُ تأنيثٍ كهاءِ «طلحةَ».
(^١) «غريب الحديث» (٢/ ١٥٧).
(^٢) «الكتاب» لسيبويه (٢/ ٣٦ - ٣٨).
(^٣) في المطبوع: «قامت».
(^٤) في المطبوع: «وقامت».
(^٥) في المطبوع: «الجمع».