الجزائر في حاجة إلى زعيم وطني يدير مصالحها وإلا فأعمالها ومصالحها ومساعيها ومطالبها لا تكون إلا ضربا من العبث وتضييعا للوقت.
الوقت قامت تنادي أبناءها وتلتمس منهم المعونة على الصعود إلى سماء الرقي والحياة ولكنهم ويا للأسف لا زالوا لاهين بالسفاسف من الأمور مشتغلين بما لا يعني ولا يجدي نفعا فهم لا يسيرون شبرا من الأرض إلا ويعدونه تقدما باهرا معتبرا يستحق الالتفات.
إن الذي منع الجزائر من النهوض الحقيقي إلى اليوم هوعدم اعتنائها بلغة دينها وأجدادها لغة القرآن لغة العرب.
إذا صح أن الأمم لا تتكون إلا من طينة تاريخها الغابر وأن الأمة التي لا تاريخ لها لا تنهض إلا باندماجها في غيرها فإن للجزائر العزيزة تاريخا ماجدا وماضيا خطيرا يذكر بكل إجلال وتعظيم.
إن مستقبل الجزائر موكل بثقة أبنائها في نفوسهم ومساعدة فرنسا محررة الأمم وصاحبة الشعار المثلث إياهم.
يجب أن نجعل للجزائر صبغة قومية خاصة بها لتكون ممتازة عن غيرها في ميدان المسابقة والزحام.
إن الذي قضى على مجد الجزائر الزاهر وخدش سمعتها في الخارج هوتخاذل أبنائها وتقهقرهم بآرائهم إلى عصور مظلمة ساد فيها التعصب والجهل.
لا أراني مبالغا إذا قلت أن التجارة الجزائرية من مدخول ومخروج أوسع تجارة تتعاطاها الممالك الأفريقية ولا أظنني مجحفا بحقها إذا قلت أن حظ أبنائها ونصيبهم من ذلك القشور والفضلات.
الجزائر في حاجة إلى إنهاض التجارة والفلاحة والصناعة والأدب والعلم واللغة والدين والتاريخ أكثر من حاجتها إلى التفنن في ضروب السياسة المضرة بالأمم غير الراسخة أقدامها في معامع الحياة الجديدة.
الجزائر لا بد أن تنهض نهضة صادقة كغيرها من الأمم الشرقية الجديدة ولكن نتساءل هل بدأت تسير في الطريق الموصل أم لا زالت تمهده؟.ذلك موضع إشكال، وهمة أبنائها البررة لا يعسر عليهم حل ذلك وتحقيق الأمل.
Shafi 28