وهكذا يتضح من دراسة أسباب فتح خيبر أن ما ذكره بودلي مجرد استنتاج خاطئ تابع فيه أساتذته المغرضين.
٣٠- يزعم بودلي (١) أن باقي اليهود طردوا جميعًا من خيبر بعد فتحها على يد المسلمين، ما عدا صفية بنت حيي بن أخطب زعيم القبيلة.
إن هذا خطأ تاريخي واضح، لأن الثابت في مصادر السيرة أن صلحًا تم بين الطرفين: المسلمين واليهود، كان من بنوده حقهم في البقاء على أرضهم مقابل شطر ما يخرج منها (٢)، وأن للمسلمين إخراجهم متى شاؤوا. وقد أخرجهم عمر بن الخطاب ﵁ في خلافته - إلى تيماء وأريحاء (٣) - عندما تكرر منهم الاعتداء على المسلمين. فقد تآمروا في المرة الأولى على قتل عبد الله بن سهل، وأنكروا ذلك، فوداه الرسول ﷺ من مال المسلمين (٤) . واعتدوا في المرة الثانية على عبد الله بن عمر، حين فدعوا يديه في خلافة أبيه عمر ﵁ (٥) .
ولو تابع بودلي شيخه درمنجهم (٦) لما وقع في هذا الخطأ التاريخي.