السهيلي (١) في معرض كلامه عن آبار قريش: "ذكروا أن قصيًا كان يسقي الحجيج في حياض من أدم، وكان ينقل الماء إليها من آبار خارج مكة، منها: بئر ميمون الحضرمي. وكان ينبذ لهم الزبيب".
وروى الأزرقي (٢)، أن قريشًا كانت تعالج ماء زمزم بالزبيب، كانت تنبذ فيه الزبيب في مواسم الحج وتسقيه الحجاج. وعرف الزبيب كذلك في عهد الرسول ﷺ. وقال عنه ﷺ: "انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم" (٣) .
وروى وكيع (٤) - أبوبكر محمد بن خلف بن حيان - أن سعد بن إبراهيم، قاضي المدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان، كان يشرب نبيذ الزبيب، إذا نوى الصيام، ليزيل عنه البلغم والعطش.
وروى ابن شبة (٥) أن عثمان بن عفان ﵁ كان يأمر فتنقع له عجوة، فينام نومة من أول الليل ثم يقوم فيأكلها ويشرب ماءها، ثم يصلي حتى يصبح، فإن لم تكن عجوة فزبيب.
وذكر المؤرخ العراقي المعاصر جواد علي (٦) -بناء على مصادره الأصلية- أن العرب في الجاهلية عرفت الخمر المصنوع من الزبيب.