وروى أحمد (١) أن ملكًا أسر العباس يوم بدر. وروى الأموي (٢) وغيره أن الرسول ﷺ خفق خفقة في العريش ثم انتبه، فقال: "أبشر يا أبابكر، أتاك نصر الله، هذا جبريل معتجر بعمامة، آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع [الغبار]، أتاك نصر الله وعدته".
وروى البخاري (٣) أن النبي ﷺ قال يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب". وروى الحاكم (٤) أنه كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجر بها، نزلت الملائكة عليهم عمائم صفر.
(١) المسند (٢/١٩٤/شاكر)، بإسناد صحيح كما قال المحقق شاكر.
(٢) نقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (٣/٣١٢)، من حديث ابن إسحاق بإسناد حسن لذاته.
(٣) البخاري /الفتح (١٥/١٨١/رقم ٣٩٩٥) .
(٤) المستدرك (٣/٣٦١)، بإسناد صحيح.
٤٠- يزعم بودلي (٥) أن الرسول ﷺ عندما فرغ من غزوتي حنين والطائف عاد إلى مكة لإكمال شعائر الحج التي قطعتها غزوة حنين، ثم رجع إلى المدينة.
هذا خطأ تاريخي واضح. فالثابت تاريخيًا أن الرسول ﷺ أقام بمكة عام الفتح تسعة عشر يوما، كما روى البخاري (٦)، وروى غيره أنه أقام بها نصف شهر (٧) . ولم يؤد شعائر العمرة خلال إقامته بمكة، ولم يؤد شعائر الحج
(٥) الرسول، ص ٢٧٥.
(٦) الفتح (١٦/رقم ٤٢٩٨و ٤٢٩٩) .
(٧) الطبري: التاريخ (٣/٧٠)، بإسناد مرسل موقوف على عروة، وله شاهد من رواية ابن إسحاق بإسناد حسن، كما ذكر الذهبي في مغازيه، ص ٥٧١