لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [الأحزاب: ٣٧] .
وواضح أن بودلي اعتمد على آرفنج (١) ودرمنجهم (٢) في هذه الفرية المتداولة في كتب المستشرقين، كما سبق ذكره.
أما ما ورد من أخبار عن ذرف الرسول ﷺ الدمع على زيد عندما بلغه خبر استشهاده يوم مؤتة، فلم يكن بسبب تنازل زيد له عن زوجته زينب، بل هو أمر طبعي، لأنه كان حِبَّ رسول الله ﷺ، ومثاله قوله ﷺ له: "يا زيد أنت مولاي ومني وإليَّ وأحب القوم إليَّ" (٣)، وسبق أن ذكرنا رواية البخاري في هذا الصدد. ولم يذرف الدمع عليه وحده حين مات، بل ثبت في الصحيح (٤) أنه ذرف الدمع على قادة سرية مؤتة الثلاثة الذين أنبأه الله بخبر استشهادهم واحدًا تلو الآخر. وذرفت عيناه عندما جاء إلى بيت جعفر وطلب من زوجته أسماء بنت عميس ﵂ أن تأتيه بأبناء جعفر، فأتته بهم، فشمهم، وذرفت عيناه (٥)؛ وذرفت عيناه عندما جاء كذلك إلى بيت زيد، وقابلته ابنة زيد تجهش بالبكاء (٦) .