أما قوله إن هندًا لم تُسْلم وماتت كافرة، فلا أساس له من الصحة. فقد ذكرنا من رواية الطبري (١) أنها كانت ممن بايع الرسول ﷺ على الإسلام في اليوم الثاني لفتح مكة، وروى ذلك أيضًا ابن سعد (٢) .
وروى البخاري (٣) ومسلم (٤) وغيرهما (٥) خبر مجيئها إلى النبي ﷺ وقولها له: "يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك..".
أما زعمه بأنه كان لها عشاق، فلم نقف على مصدر هذه المعلومة. والذي نرجحه أنه يشير هنا إلى حديث مسافر وهند، وخلاصته من رواية ابن حبيب (٦) وأبي الفرج الأصفهاني (٧) أن مسافر بن أبي عمرو كان يعشق هندًا بنت عتبة، فخطبها إلى أبيها بعد فراقها الفاكه بن المغيرة، فلم ترض ثروته وماله، فوفد على النعمان بن المنذر اللخمي ليستعينه على أمره. فبينما هو عند