بهذا لأن يقول في الفصول الأخيرة: إن محمدًا قد تعلم من بحيرى ما جاء في القرآن من نصوص تتفق مع نصوص الكتاب المقدس، على الرغم من أن محمدًا لم ير الكتاب المقدس، وإن هذا التعليل واه، فقد كان محمد في العاشرة من عمره (١)، ومن غير المعقول أن مقابلة واحدة بين بحيرى ومحمد صلى الله عليه وسلموهو في سن العاشرة تترك كل هذا الأثر. وإن من حظ بحيرى أن قابل محمدًا. فلولا هذه المقابلة لاندثر كما اندثر ملايين الرهبان قبله وبعده " (٢) .
أضيف هنا إلى ما قاله المترجمان: إنه لم ترد معلومات صحيحة أو غير صحيحة في مصادر السيرة النبوية تفيد بأن بحيرى أخبر محمدًا بعقيدة عيسى أو سفه - أي بحيرى - عبادة الأصنام، فكل الذي ذكرته المصادر هو أن الراهب بحيرى عندما قال للرسول ﷺ: "يا غلام! أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه"، قال له الرسول ﷺ: "لا تسألني باللات والعزى، فو الله ما أبغضت شيئًا بغضهما" (٣) .
إن فرية أَخْذ محمد ﷺ عن بحيرى متداولة في مؤلفات المستشرقين، ومن