والسؤال هنا: لماذا يشير بودلي إلى الشعر اللاذع الذي قاله حسان في حديث الإفك كما يزعم، ولم يشر إلى الشعر الذي يبرئ عائشة ﵂ مما نسب إليها من الإفك؟
لقد غرر المنافقون بحسان وحمنة ومسطح ﵃: الثلاثة الذين أقيم عليهم حد القذف، فقالوا ما قالوا، ولكنهم أيقنوا بخطئهم عندما نزل القرآن مبينا الحقيقة في أمر الإفك، وتابوا، وقال حسان شعرًا يدل على توبته واعتذاره عن خطئه. ومما رواه ابن هشام (١) عنه في حق عائشة ﵂:
حَصَانٌ (٢) رزانٌ (٣) ما تُزَنُّ (٤) بريبة ... وتصبح غَرْثى (٥) من لحوم الغوافل (٦)
عقيلة (٧) حيٍّ من لؤي بن غالب ... كرام المساعي (٨) مجدهُم غيرُ زائل
مهذبة (٩) قد طيَّب الله خيمها (١٠) ... وطَهَّرها من كل سوء وباطل