Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
وما يصنعه بسمارك فبعنف، وهو يعود إلى المنزل منهوكا «بعد نزه طويلة جدا»، وهو يقضي عدة ساعات مع صديق عدوا على الخيل، وهو ينام كثيرا على الدوام، وهو يتميز من الغيظ إذا ما نبه باكرا، وهو إذا ذهب إلى صيد الدجاج البري قتل نهاره في ذلك، «وفي الليل آكل سمكا نهريا غير مرة وأشرب مقدارا من الجعة الخفيفة.» وهو يسير تحت ماء المطر مدة تترجح بين ساعة واحدة وأربع ساعات، فيستريح ثلاث مرات، «وما أكثر ما أشعر بأنني أكاد أسقط من شدة الإعياء، فأستلقي تحت شجر الخلنج
4
الندي فأدع ماء السماء ينزل علي، غير أنني كنت عازما عزما تاما على رؤية دجاج بري، وقد أبصرت كثيرا منه من غير أن أقدر على إطلاق النار لبعده من نطاقها. وفي الساعة الخامسة كنت في المنزل، فأكلت كثيرا بعد صيام أربع وعشرين ساعة، وشربت كأسين من رحيق الشنبانية ثم نمت أربع عشرة ساعة؛ أي حتى الساعة الواحدة بعد الظهر ، والآن أشعر بأنني في عافية أحسن مما كنت عليه قبل الرحلة، والآن أتمتع بما حباني به الرب من طبيعة رائعة تمكنت بها من صنع جميع ذلك.»
وهو يدرس حسن الإلقاء، وهو يحاول التغلب على «الحياء الفطري»، وهو يتكلم رابط الجأش كغوتة في الثلاثين من عمره، ما دام قد صار ذا أثر في الحياة أكثر مما مضى، وهو إذا ما وجد قليل معارضة غدا عاجزا عن القول الذي يرضى به، وهو يألم بعد ذلك مما في خطبته من خلل، «وفي الصباح كنت ذا رعن ونسيان بسبب الزكام، فذهب عن بالي أحسن ما كنت أريد أن أقوله فصرت كالمسمر»، ويعترف بسمارك اعترافا عاما فيقول: «وفي المساء أكون متبرما في عزلتي على الدوام ما لم أكن تعبا على التمام.»
ويتذمر بمرارة من قضائه حياة عزيب في برلين، وينعت الأعمال بالدسائس والمساوئ، ويقيم بتلك العاصمة أكثر مما تدعوه إليه الضرورة مع ذلك، وهو إذا ما استأجر مسكنا لأشهر الشتاء وصف غرفه لزوجته وصفا دقيقا، وذكر لها مكان المتكأ والمهد والمشكاة
5
فيه، وهو يخبرها بأنه يدفع ثلث راتب نيابته إجارة، وهو في جميع حياته يعنى كل العناية بالمحل الذي يعيش فيه ويأكل، «وتجدين جميع أشيائي مبعثرة على الأرض، وليس عندي من يرتبها، ومتى نستطيع أيتها الحبيبة أن ننام نوما هادئا خلف الستارة الحمراء وأن نشرب الشاي معا؟»
والآن تسير حياته الزوجية سيرا هادئا، كما في السنين الأربعين القادمة، وتنطفئ نار مغامراته الغرامية، لا لأن حنة تفوق جميع النساء؛ بل لأنه اتخذها زوجا حين ختام كفاحه للنساء وتحويله نشاطه إلى قتال الرجال، ويسجلان بعض الملاحظات في يومية، ويكتب في عيد قرانهما السنوي ساخرا كلمة: «متأهل!» وتقيد ذات يوم الكلمة: «مضى يوم في التعزير، فليقض يومان في الصمت.» فيمحو ذلك ويسجل في أسفله الكلمة الشعرية: «يا له من جو جميل!» أو يكتب إليها قوله: «لقد مضى على فراقنا 42 ساعة فقط، فيلوح لي مرور أسبوع منذ أبصرتك واقفة بين شجر الصنوبر على الربوة مشيرة إلي من بعيد، فسالت دموعي على لحيتي، والذي أرى أن هذه هي المرة الأولى التي بكيت فيها منذ بكائي عند انتهاء العطل المدرسية مودعا ... وما يكون من صرفي البصر إلى الوراء، فمما يجعلني أشكر للرب - من صميم فؤادي - إمساكي أمرا يؤلمني الانفصال عنه.»
وتضع ابنة لهما فيقول لها: «إنه سعيد لأن ولدهما الأول أنثى، ولو كان المولود هرا لشكرت لله ساجدا سلامة حنة.» وفي أيام نفاسها ينام وراء الستار من غرفتها لثقة زوجته به أكثر مما بالظئر،
6
Shafi da ba'a sani ba