Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
وهو إذا خلا إلى خلانه سخر من المجلس الذي بذل جهدا غير قليل في سبيل دخوله فعده قاعة «يقرر فيها 350 شخصا مصير وطننا، ولا تكاد تجد خمسين من هؤلاء يعرفون ماذا يصنعون. وثلاثون من هؤلاء الخمسين - على الأقل - يبدون لصوصا حراصا بلا ضمير أو ممثلين فاسدين مغرورين»، ويألم من فتن تشتعل في جنوب ألمانية، فيقول لليرشنفلد: «أدعو الله أن يهزم جيشكم حيث يتقلب، فهنالك يشتد الكفاح، وتكون النتيجة حاسمة عند برء الجرح، وسننجز غرضنا وغرضكم، وكلما اشتد الخطب طاب!» ويساوره حقد إلحادي قوي، فلما زار قبور أبطال الحرية في فردريكشن بعد عام من أيام مارس كتب يقول لزوجته: «لا أقدر على العفو حتى عن الأموات، فأرى كل كتابة على صلبانهم تنم على تبجح بالحرية والحق فتنطوي على سب الرب وشتم الناس!»
والآن يضع قبل اسمه كلمة «فون» التي كان يهملها في تواقيعه قبل ذلك، وذلك عن حقد على الثورة التي تهدف إلى إلغاء الحسب، ومن قوله لأحد الأحرار: «إنني من الشرفاء، فأود أن أتمتع بفوائد مقامي!» بيد أنه يختار مكانا له بين خصومه في جلسات اللجان، «وذلك لما أجده من ملال بين الأصدقاء ومن تسلية بين الخصماء.» ويلقي خطبة فيدافع فيها عن مزايا الحسب في بروسية، ويقوم بذلك على فضل واعتدال، فيكون لكلامه أثر بالغ، ويزور ميادين القتال حيث صارع أشراف بروسية وصرعوا، فيقول: «أجل، إنهم وجدوا لهم معركة ينا
14
هنالك. ولكنني لا أجد في تاريخهم ما يسوغ الهجمات التي وجهت إليهم في الأيام القليلة الأخيرة.» ثم يعارض الملوك بالحسب ويشير إلى تاريخ الحسب في البندقية وجنوة وهولندة، فيعد تقلب كثير من دول أوروبة الراهن نتيجة لذلك الدور الذي ضغط فيه الأمراء ذوي الاستقلال من الشرفاء، وتجد تعبيرا عن ذلك الاتجاه ببروسية في تصريح فردريك ولهلم الأول القائل: «أوطد دعائم السيادة كصخرة من قلز.»
15
وبذلك يربط بسمارك نفسه بتقاليد أجداده العصاة، فيتحدى سلطة الملك موجبا دهش حزبه، فالحق أنه إقطاعي أكثر من كونه نائبا منتخبا من قبل الشعب.
وحس الطبقة، والسياسة أمران متشابكان لديه، فعندما سألت صحيفة الكلاديراداش بعد خطبته تلك: «أين كانت قيادة المدعو فون بسمارك إذن؟» أجابها عن ذلك من فوره متحديا قائلا إنه لا يود غير استعمال الصحافة للرد من ناحيته، وأما أجداده فقد كان منهم أربعة ضباط يحاربون في سنة 1813 (لا أبوه حقا)، «وأما من حيث الشتائم التي وجهت إلى آلي فإنني أفترض - إلى أن يقوم دليل معاكس - أن طرازكم غير بعيد من طرازي كثيرا. فلي أن أنتظر منكم اعتذارا لا يأبى منحه شريف في مثل تلك الأحوال.»
ويتعارض مبدأ العنف ومبدأ النصرانية في بعض الأحيان، وإن كان هذا الصراع لا يثار في غير الأسر، فحينما أيدت حماته الحرة الفكر والكثيرة الثقافة، والتي تبدو وإياه على خلاف، قضية أبطال الحرية في بلاد المجر فلامت هاينو الذي غمر آمالهم بحمام من دم، أطلق نفسه مع كثير ثوران بالكتاب التالي: (وإن كان من عادته أن يكتب إليها في أيام ميلادها فقط)، قال بسمارك:
أراك كثيرة العطف على آل باتياني، فهل لديك من العطف على ألوف الأبرياء الذين آمت نساؤهم ويتمت أبناؤهم بفعل ما لدى أولئك المردة من حرص سعر
16
Shafi da ba'a sani ba