Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
ويصرح أحد زعماء حزب الوسط أمام الناس بأنه: «لا ينبغي للأمير بسمارك أن يكون ذا نصيب في عظمة ألمانية ومجدها! فمن العار علينا أن يحتوي وطننا أناسا من طرازه!» ويمنع سيبل من الوثائق الضرورية لإتمام تاريخه؛ وذلك لتمجيده في ذلك الأثر بسمارك أكثر من تمجيده ولهلم، وإذا استثنيت كاردورف وآخرين قليلين رأيت أكابر الأشراف ببرلين قد اتفقوا - بعد نقاش شامل - على الابتعاد عنه بعد سقوطه، فيقول إنه يجتنب كما تجتنب الهيضة
1
في همبرغ، «والنذالة حرفة رابحة، وماذا أقول عن وغد كأوغوست دونهوف يدور في الطريق؛ لكيلا يلاقي هربرت!»
ويعزر دوك بادن الأكبر رئيس بلدية هذه المدينة؛ لأن مجلسها أراد منح بسمارك لقب متوطن شرف، وتصرح الإمبراطورة فردريك لهوهنلوهه بأن بسمارك مدين في فوزه لمولاه المسن، ويجد فرنسوا جوزيف أن من «الفواجع إمكان سقوط مثل هذا الرجل بهذا المقدار»، ويراقب الإمبراطور فردريكسروه، ولا يتفلت من عيون جواسيسه سوى الزوار الذين ينزلون على استحياء إلى محطة بوشن ليتموا رحلتهم إليه في قطار محلي غير مراقب.
ويأمر ولهلم بفتح الرسائل والكتب التي ترسل إلى الأمير بواسطة البريد، ولا يدعوه ولهلم إلى حفلات تسليم الأوسمة مع أنه حامل لرتبة فارس النسر الأسود، ويقول ولهلم لفرنسي إنه لا ينوي «أن ينال من الدوك بقوة محكمة الإمبراطورية العليا ما لا يود أن يمنحني إياه طيب النفس»، وولهلم وحده هو الذي يستعمل نحوه لقب دوك الذي أنعم به عليه، ولا تجد غير ولي أمر واحد يأسف على سقوط المستشار بسمارك الذي هو أكثر سواس أوروبة دهاء، غير ليون الثالث عشر الذي كان أشد الناس عداوة لبسمارك فيقول: أفتقد بسمارك.
ومن بين الذين عملوا مساعدين له نذكر ذلك الذي كان خصما له سابقا فصار أكثر الناس ولاء له، نذكر شلوزر: الرجل الوحيد الذي جلب العزل إلى نفسه لجهره بتأييد رئيسه السابق، والآن تكون ثلاثون سنة قد مرت على احترابهما بسان بطرسبرغ في سبيل شرفهما، والآن حينما جردت الحكومة الجديدة شلوزر من منصبه المهم لدى الفاتيكان يزور فردريكسروه «لينقل خبر تسريحه»، وكان شلوزر في السبعين من عمره، وكان من شدة العناية بالأمير بسمارك ما يبدو معه مثل ولد له، فيأتي إليه بأحسن مقعد ويرقب غليونه، ويبدي له بذلك قيمة الصلح الحقيقي مرة أخرى.
وإذا جرؤ إنسان على الصراخ في ساشنفالد رجع الصدى إليها، ويهزأ الشيخ بجميع من يسقطون ولا يستثني منهم أحدا، ويعدد خطايا خلفه، ويقول عن كابريفي ساخرا: «إنه جنرال فاضل.» ويقول عن ميكل: «إنه أحسن خطيب ألماني، فصوغ العبارات هو آية زماننا.» وهو يرقب سقوط فالدرسي وكابريفي وبوتيشر مسرورا، وإذا أردنا تمثل وضعه تجاه المجتمع البرليني الذي أبعده وجب علينا أن نبصره رئيسا لوليمة عندما يرفع نظارته القديمة ذات الإطار الذهبي ليرى المدعوين بها فيسأل بصوت خافت: «ما هو اسم ذلك البادني الدبلمي الجالس هنالك؟» ويقول الرجل الذي يقص علينا هذا النبأ، ويقول الرجل الذي سئل عن ذلك، إن وضعه كان كوضع الأسد الناظر إلى ذبابة.
وهو لا يضن على الإمبراطور بمظاهر الاحترام، فترى صورة مكبرة لهذا العاهل معلقة في غرفة الطعام، وينهض في عيد ميلاد ولهلم ويقول : «أشرب نخب صاحب الجلالة الإمبراطور والملك.» وترن هذه الكلمة رنينا باردا في الغرفة، ولا شيء يدل على أنه يهدف إلى رجل أجنبي أكثر منها، وجميع من يسمعونها من بسمارك يعلمون مؤلم الحقائق عن سقوطه وعن الإمبراطور، ومن ذلك قوله: «إن كاتون كان رجلا ممتازا إلى الغاية، وما فتئ موته يبدو لي رائعا، ولو كنت في مكانه لسرت على سنته أيضا فما طلبت عفو قيصر، وقد بلغ رجال ذلك الزمن من احترام أنفسهم ما لا ترون مثله في أيامنا.» وقس على هذا ما كان يصدر عنه من كلام بعد روية!
وأقسى من ذلك ما أبداه لفريونغ من ملاحظة، ويقرأ كتاب اللصوص لشيلر ليلا، فيأتي إلى قول فرانزمور للشائب: «إذن، أنت تهوى أن تعيش مخلدا؟» ويعلق بسمارك على هذا قوله: «إذن، ينتصب مصيري أمام عيني.» ويقول الراوي: إنه نطق بهذه الكلمة مع اهتزاز خفيف في الصوت، ولكن من غير تغير في وجهه الشديد التكرش، ثم صمت الأمير كثيرا مفكرا وهو يرسم صورا بطرف عصاه على الأرض الندية، ثم يعود إليه وعيه فيطمس ما رسم، ويقول: «لا تظنوا أنني جرحت جرحا بليغا بما حدث في السنوات القليلة الأخيرة، وإن شئتم فقولوا إنني فخور بما صنعت في العالم فلا أدع تلك الحوادث ترجني.»
بيد أن غضب المعتدى عليه يبدو في اعترافه لصديقته سبيتزنبرغ، وقد جاء هذا الاعتراف بعد العاصفة بعام، ومنه نعلم أن الرعد لا يزال يقصف، قال بسمارك: «قذف بنا في الشارع كاللصوص، وطردني الإمبراطور كالخادم، وكانت سيرتي في جميع حياتي سيرة شريف لا يمكن سبه بلا تعويض، وأشتمل على نسيج ماجد لا يعتدى عليه من غير أن يعاقب، ولكنني لا أقدر على مطالبة الإمبراطور باسترضائي، ولا أحمل تجاه أولئك الناس من المشاعر غير ما لدى غوتزفون برليشنجن
Shafi da ba'a sani ba