Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
الأوروبي، وهي تحول دون تحولنا إلى شبابيط لما تشعرنا به من أثر حرابها في أطرافنا، وهي تكرهنا على الوحدة التي تخالف طبيعتنا، ولولاها لانفصل كل واحد منا عن الآخر ...
ولا تتوارى دولة كالنمسة، ولكننا إذا تركناها وشأنها غدت غريبة عنا ومدت يدها إلى عدو صديق عادت لا تعتمد على صداقته، وغاية القول هي أننا إذا أردنا ألا نبقى منعزلين وجب علينا أن نجعل لأنفسنا صديقا صادقا ... وإذا نظرت إلى عدد الجنود وجدت الآخرين قادرين على مباراتنا كمية، ولكنهم لا يستطيعون منافستنا كيفية، وإذا بحثت عن البسالة لم تر فرقا فيها بين الأمم المتمدنة؛ فالروس والفرنسيون يحاربون بشجاعة كما يحارب الألمان ...
ولا أحد يفكر في استعمال جهازنا القوي الذي ينمو به الجيش الألماني لمقصد هجومي، وإذا ظهرت اليوم أمامكم فقلت لكم بعد النظر إلى تغير الأحوال: إننا مهددون تهديدا جديا من قبل فرنسة وروسية؛ كان ذلك على أساس كوننا سنهاجم، وإنني أعتقد كدبلمي - وأستند في رأيي إلى التقارير العسكرية - أن الخير لنا في الهجوم كتدبير دفاعي، وأن علينا أن ننزل الضربة حالا؛ ولذا أطلب منكم اعتماد مليار ونصف مليار، وإذا كنت قد خاطبتكم بمثل ذلك أيها السادة فإنني لا أدري هل تحملون لي من الثقة الكافية ما توافقون به على رغائبي، ذلك ما لا آمله! ولكنكم إذا فعلتم ذلك لم أكتف بذلك.
وإذا أردنا في ألمانية أن نقوم بحرب بما لدينا من قوى قومية وجب أن تكون هذه الحرب حرب شعب ... وقد يمكن القيام بحرب ليست وليدة مبادرة شعبية، وقد يمكن القيام بحرب يراها أولياء الأمور ضرورية فيوضحوا وجه لزومها، ولكن حربا كهذه تعوزها الحماسة والصولة منذ البداءة، ولا جرم أن كل جندي يعتقد أنه أفضل من العدو، وهو لا يكون جنديا نافعا ما لم يرد الحرب ويؤمن بالنصر، ونعتقد اعتقادا جازما أن النصر سيكون حليف قضيتنا العادلة، وذلك كاعتقاد كل ضابط يكون في معسكره بعد تناول قدحه الثالث من رحيق الشنبانية، إن لم يفق وثوقنا هذا ...
وما يصدر عن الصحافة الأجنبية من تهديد فحماقة لا تصدق، ويعد كل بلد مسئولا ذات يوم عن النوافذ التي تحطمها صحفه، وستقدم يوما ما قائمة الحساب من قبل البلد المتبرم، ويسهل استهواؤنا بالمحبة وحسن الشعور، ولا يؤثر فينا بالوعيد، ونحن الألمان نخاف الله، ولا نخشى في العالم أحدا سوى الله، وتقوى الله هي التي تدفعنا إلى نشدان السلم وصيانه.
فلما أتم خطبته هتف له جميع المجلس للمرة الأولى منذ سنوات كثيرة، وصار كل واحد يشير إلى تلك الخطبة كحادث أوروبي، وكان الإمبراطور من حسن الصحة ما قرأ معه التقرير عما قاله بسمارك، ومما حدث قبل ذلك بوقت قصير؛ أي عندما لاح قرب وقوع الحرب، أن صرح العاهل الصنديد
5
بأنه بلغ من الكبر ما لا يقدر معه على قياد جيوشه، ولكن مع رغبته في اتخاذ مكان له في المعسكرات، ويحتفل ولهلم في تلك الأحيان بمرور ثمانين عاما على انتسابه إلى الجندية، ويطلع ولهلم على لوح مشتمل على «سفر المتطوعين من برسلو في سنة 1813»، فيرى بلوخر راكبا حصانه في الطليعة ويقول: «إن المصور اقترف خطأ؛ فالذي أذكره تماما هو أنني رجعت إلى برسلو راكبا حصانا مع والدي والقيصر وأن بلوخر لم يكن هنالك، فيجب على المصور أن يستبدل القيصر إسكندر ببلوخر في الصورة، والقيصر إسكندر هو الذي أرانا مدينين له كثيرا!» وهكذا ينطق التاريخ الحي.
وهو أقل اكتراثا لقرب موت ابنه مما لمصير بلده، وهو مضطرب حول تعليم حفيده، وكيف تتخذ الخطا الضرورية في سبيل ذلك التعليم من غير أن تقضي على العليل؟ ويكتب العاهل الشيخ في عيد ميلاد سنة 1887 آخر كتاب إلى بسمارك، وإلى هذا الكتاب يضيف وثيقة يرفع فيها هربرت بسمارك إلى مرتبة سفير، «قاصدا أن تنقلوا إلى ابنكم هذه المسرة التي لا أضن بها عليكم، والذي أرى أن هذه البهجة مشتركة بينكم وبين ابنكم وبيني ... الشاكر لكم: ولهلم .»
ويشعر الإمبراطور بدنو أجله، ويستدعي المستشار إلى جانب سريره، ويطلب منه أن يعد بمساعدة حفيده، فلما أجيب طلبه، كانت المصافحة الخفيفة رد جوابه، ثم أخذ يهذي؛ فقد خيل إليه أن الأمير ولهلم جالس قريبا منه بدلا مني، وهو لم ينشب أن أخذ يكلمني بضمير المفرد المخاطب، فصار يقول: «يجب عليك أن تكون دائم الاتصال بقيصر روسية، ولا ضرورة إلى القتال في ذلك الميدان، ثم يسكت برهة،
Shafi da ba'a sani ba