Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
وفي غضون ذلك يغدو الكونت بولس شوالوف (الأخ الأصغر للكونت بطرس) مديرا لسياسة روسية الشرقية، وينبئ بسمارك بأن القيصر إذا أمكنه أخذ المضايق أمكن ألمانية أن ترسل حاكما بروسيا إلى باريس، ورغبة بسمارك الآن في محالفة روسية كرغبة أندراسي في محالفة ألمانية منذ ثمانية أعوام، ويقوم كلا الأمرين على الطمأنة المؤكدة، ولكن لمقاصد مختلفة، فغاية التحالف الروسي الجديد هو حماية ألمانية ضد فرنسة.
ولم يعد غرضه حد الدفاع، وهو لم يهدف قط إلى إضعاف وضع فرنسة كإحدى الدول العظمى، وهو بعيد من ذلك، وكل ما ينعم النظر فيه هو إمكان عقد غلادستن تحالفا إنكليزيا روسيا مؤديا إلى ارتماء ألمانية بين ذراعي فرنسة. وهو يود لذلك مساعدة إحدى الدولتين فرنسة وروسية على كل حال، قال بسمارك: «إذا حدث أن هاجمتنا فرنسة ما جاز لنا أن نفكر في القضاء على أمة كفرنسة مؤلفة من أربعين مليون أوروبي موهوب شاعر بوجوده، وارجعوا البصر إلى مائة السنة الأخيرة؛ تجدوا أن إمبراطوريات شرق أوروبة الثلاث حاولت على غير جدوى أن تبيد الأمة البولونية في أثنائها، مع أن هذه الأمة دون فرنسة حيوية، ولكن فرنسة إذا بقيت قوية، أو صارت قوية ثانية بعد نقه قصير فصرنا نحسب لها حسابا دوما كجارة هائلة فتم لنا النصر عليها في الحرب القادمة، وجب علينا أن نعاملها بعقل كما عاملنا النمسة بعد حرب سنة 1866، وإذا كنت في بعض الأحيان قد اتخذت لهجة أخرى في الريشتاغ فإنني لم أفعل ذلك إلا لحفظ السلم وإبعاد شبح الحرب بتخويف من يعادينا، وإذا تعذر اجتناب الحرب ونصرنا في المعركة الأولى عرضنا على فرنسة صلحا بشروط سهلة، وإذا هزمنا لم أكد أفترض أن تسر روسية بوجود جمهورية فرنسية منتصرة قريبة من تخومها الخاصة.»
وفي شهر مايو سنة 1887 يبدو وقوع حرب بين فرنسة وألمانية أمرا لا مفر منه، ويرى بسمارك حل الوقت الذي يضغط فيه شوالوف ليبت في الأمر، والآن يبدي الساحر القديم إحدى مباغتاته فيطلع الروسي على اتفاقه السري مع النمسة ضد روسية والمؤرخ في سنة 1879، ويرى المفاوض الروسي بالأسود على الأبيض أن زميله يتأهب دوما لحماية نفسه من حليف بمساومة حليف آخر، وما كان من إفشائه ذلك فيناسب خططه الراهنة بدلا من أن يفسد عليه لعبته بإساءته إلى معنوية الروسي، والقيصر إسكندر الثالث أحدث من ولهلم الأول سنا وأبرد منه دما، وكلمته هي عهده، ويشري شوالوف إذن بسمارك له في التقدم إلى البوسفور وفي حرية التصرف في بلغارية في مقابل حياد روسية عند هجوم فرنسة على ألمانية .
والآن يسر بسمارك بأن يضع في جيبه معاهدة من الطراز القديم ينال بها مثل ما يعطي، وللروسي ما يدعوه إلى السرور بها أيضا، والروسي قد أخذ وعدا من الألماني بالمحافظة على الوضع الراهن في البلقان؛ أي أن يكون معه على النمسة، والروسي لم يبق له الآن ما يخشاه من تعاون ألمانية والنمسة، فإذا ما هاجمت النمسة روسية التزمت ألمانية خطة المحايد الداعي إلى الخير، وتنسى ليفادية
2
ويمكن روسية أن تميل على النمسة، ومن ذا الذي يستطيع أن يقول أي المحاربين هو المعتدي إذا وقعت الواقعة في الأوقات الحرجة؟
ومن ينعم النظر في الأسباب المضحكة لجميع معاهدات التحالف الأوروبية المزينة بأزهار البلاغة؛ أي بالألفاظ: «هجمات غير ناشئة عن استفزاز، حروب فتح، معارك دفاعية»، يجدها خالية من المعاني العملية كما يجد عطلها من القوة الأدبية لكتمانها، وبسمارك حين يقي ألمانية من مكايد فينة بالتزامات سان بطرسبرغ ومن دسائس روسية بتخويفها من النمسة لا تعد معاهداته شرا من معاهدات أوروبة السرية الأخرى، ولكن بسمارك يبصر إمكان وجود ذلك العيب فيدافع عن نفسه بما يأتي:
أرى العكس، فأعتقد أن إمبراطور النمسة يرحب بمثل ذلك التدبير، حتى عند غلطي في هذا الافتراض، وإن سوء ظن النمسة أقل خطرا من قلة ثقة القيصر إسكندر، ما دامت صلتنا بالنمسة أعرض أساسا، فلا يقضى عليها بريب عاهل ظنان، ولا يضرنا أن تفشي روسية الأمر، ولا أجد في هذا ما يؤسفني حقا، ولا أظن أن هذا يقلق إمبراطور النمسة، وسيعلم أن هدفنا الوحيد هو تأخير الحلف الفرنسي الروسي ثلاث سنين.
وأسطر كتلك لا تصدر عن غير خريج مدرسة مكيافيلي، وهو يهدف إلى كبح جماح ذينك الجارين المتبرمين المتنافسين بتخويفهما بدولة ثالثة، وهو يود أن يفصل كلا من الحيوانين عن الآخر بإمساكهما من طوقيهما، ولم يكد يتم اختيار الأمير فرديناند الذي هو من آل سكس - كوبرغ - غوتا، أميرا لبلغارية من قبل السوبرانية،
3
Shafi da ba'a sani ba