287

Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

بسمارك: حياة مكافح

Nau'ikan

ولم يظهر شيء تحل به العقدة، وتقطع إليزابت صلتها بهربرت مبلغة إليه احتقارها له جاعلة من يخبره سير كل شيء على ما تروم، ويسقط في يد هربرت، ويقول: «يؤلمني ظهوري غير أهل لما وضع في من ثقة أوحيت بها، وألوم نفسي على ما حدث، ولا أجد ما أحترم به نفسي، وكل ما بقي لي من الحياة يبدو لي مثل سكة لا نهاية لها بين صفين من الصفصاف، فأراني مع تعبي مداوما على السير في الرمل مبصرا استمرار الأمر على هذا النمط.»

وهكذا تجد هربرت وحده هو المعذب، وهكذا تجد هربرت وحده هو الذي يثير عاطفة من يقرأ تلك الرسائل الروائية، وكان يعرض على أبيه في سالف أيامه ما يطيب له من نساء كثيرات ليتزوج إحداهن، ولكنه كان يتملص في كل مرة حين حلول ما تتبدد به أحلامه من أيام، ولم يحاول بجد ربطه في عهده لما كان من مغامراته حوالي العشرين من عمره عاطلا من المال والمنصب، والآن يورط ابنه في وضع مماثل، والآن يجب على الابن أن يكفر عن الأب.

والحق أنه يسهل لوم هربرت على تركه الأمور تسير من ذلك الدرب وأنه يصعب بيان مخرج آخر من ذلك المأزق، وهربرت قد أذعن عند وعيد أبيه الجبار.

وسلوك السيدة مثالي؛ فهي قد سارت قدما نحو الطلاق حملا لصاحبها الحسيب على تزوجها، وهي لم تأل جهدا في إلزامه بالانضمام إليها في البندقية معتقدة أن هذا يسفر عن فضيحة لا يبقى له معها غير اختيار النجد الذي يصير به اقترانهما أمرا شرعيا، وهي تتخذ نصوص التوراة حجة لها، وهي لا تريد العيش في كوخ عن زواج حبي، ولا الإقامة بمغنى في الريفييرا عن حب غير زواجي، وهي لا ترغب في هربرت وحده، بل هي ترغب في اسمه وفي ملكه أيضا، والآن حينما وجدت أنها مخطئة في حسابها نبذت سابق حبها وراءها ظهريا مستأنفة عيشها الغرامي مع أخدان آخرين.

ويقف خلفها أولئك الذين يصطادون في الماء العكر، ولا يقصر أولئك في زيادة الارتباك شدة، ومنهم زوج يود الإفلات من الدفع، ومنهم أختان توقدان نار الخصام بنشر مقالات فاضحة بذيئة في الصحف، وصولا إلى مصاهرة بيت تكرهانه، ويبرز الجميع طمعا في الربح وطمعا في المال من هذا الزواج ؛ وذلك لأن الزواج إذا تم لم يكن هنالك ما يحفز الأختين إلى الاكتراث لأختهما القليلة الجد؛ وذلك لأن الزواج إذا تم وضع الطاغية يده في أيديهما ووجد لأبنائهما وظائف، وقد يحقق أقصى الآمال فلا يذلل هذا الجبار تلك العقبات فيتابع وعيده ويستعفي، وهنالك تكون إليزابت قد عملت ما لم تعمله رايشغلوك في حياتها كلها، ويكون أمرها كأمر تلك الأمير الحسناء التي جاء في إحدى الأساطير أنها رأت قتل التنين القديم ووضع رجلها الصغيرة على رأسه المخيف بعد فوزها.

بسمارك في سنة 1890.

غير أن التنين مؤلف،

4

فهو يعرف جميع حيل أعدائه، وهو يعرف جميع سمومهم وما يجب اتخاذه من ترياق،

5

Shafi da ba'a sani ba