Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
بلا غم ولا سأم.» وهذا لا يمنع من إعمال الفكر هنالك مع ذلك، فقد قال في وقت آخر: «إنني أتخذ أهم قراراتي حينما أكون في الغابة وحدي.»
وفي الغابات وحدها لا تجد اللاإنسانية إلى نفس بسمارك سبيلا، وفي الغابات قد يحتدم بسمارك عندما يرى اقتلاع شجرة أو عندما يبصر في حد غابة حراثا يلعن حصنه ويضربهم غير راحم، فهنالك يترجل ويجلده بسوطه، وهو يناقش حارس الغابة الأول سائلا إياه عن كل شجرة بمثل قوله: «ماذا تقول؟ ألا ترى رأس هذه الشجرة يابسا؟ وأنا أيضا لي جمجمة يابسة!» وهو حينئذ يريه صلع رأسه، ومن المحتمل أن كان أروع مناظر حياته أن يرى مع أولاده في غابة فردريكسروه يسقط رءوس الشجر اليابسة بضربات البنادق تضليلا للحارس، وهكذا تراه بهذه الوسيلة الملتوية يحمي أشجاره المفضلة من خدمه مع أن الجميع يرتعش تجاه أوامره، وبسمارك يجيب عن سؤال ضيف جالس حول مائدته بأنه لا يأكل من لحم طرائده وإن كان يسمح لضيوفه بالصيد في غابه.
وبذلك لا تكاد تبصر روائية في مظهره، والتأمل في الجزئيات هو تأمل محبب لا غبار عليه، وهو يقول إنه يضع نظارات في فردريكسروه لوقف كل شيء نظره، مع أنه لا يجد في برلين أمرا جالبا لبصره، وفي الحقيقة أن النظارات هنالك أقل قوة وأن النفس هنالك أكثر تساهلا، ويبلغ بسمارك السبعين من سنيه فيكتب إلى زوجه القطعة الرعائية الواقعية الآتية:
هنا جمال الحال، وإن كان نمو الليلك هنا يتأخر ثلاثة أيام عما في برلين، وإن كان نمو البلوط هنا يتأخر ستة أيام عما في برلين، وهنا الزعرور ينمو نمو ما في برلين، ولا ترى هنا عنادل،
3
وإنما يرى ما لا يحصيه عد من الصيقان
4
والزرازير وما إليها من العصافير، ويسمع هنا ما لا نسمعه في برلين من الوقوق، وقد سألت: إلى متى؟ فأرادوا مجاملتي فنطقوا بكلمة: اثني عشر يوما، ولكن الغناء في اليومين الأخيرين كان ضعيفا! ومجرى الرحى منتظم الانحدار رائع المنظر، ويفاد من الغدير الطبيعي، أي من مزيج الطين والماء، فيدحر بشيء من التكلفة فيكون هنا ماء صاف كثير، والطاحون يسير، والمطر غزير، والجاودار في سيلك نحيف، والشعير فيها يحتاج إلى ماء من السماء أكثر مما نزل، والزارع يتذمر، وأحواض السمك الجديدة جيدة، ولا يزال الغرس الحديث عميقا كما في الماضي! وليمن الله عليك بالشفاء السريع!
والحق أن بسمارك يغدو في الغاب عادلا، ويروى في فارزين وجود صيادين فيما ليس لهم من أراض فيهرع إلى هنالك هو وضيوفه عن شبهة ليرى المشتبه فيه، ويلعن الطحان بغلظة، ويعود إلى المنزل فيستدعي رئيس حارسي الغاب، فيقول له رئيس الحراس هذا إنه ليس عند ذلك الطحان الشائب بندقية وإن ابنه قتل في الحرب، ويهز ذلك بسمارك ويصمت بسمارك هنيهة، ثم يقول: «يمكن الغداء أن ينتظر، وتفضلوا بمرافقتي أيها السادة.» ويصل بسمارك إلى الرحى فلا يخرج الطحان الشائب لاستقباله، وينزل بسمارك من العربة ويدخل عليه هو وضيوفه ويطلب منه أن يغفر له ما كان من اتهامه، أجل، إن بسمارك يجور على مرءوسيه في أثناء الخدمة، ولكن ذلك الحادث فريد في بابه.
وبسمارك بدا ذا شعور رقيق تجاه شرف ذلك الشخص المسكين العاجز عن الدفاع عن نفسه، وما طلبه بسمارك هنالك من العفو فقد أثر في أولئك الشهود تأثيرا عميقا، وقد أراح ضميره في مثل تلك الحال، ولا ريب في أن بسمارك يميل بعد اندفاعاته إلى تقليب الأمور مع تأنيب الضمير كبروتستاني، ومن الراجح أن كان بسمارك في لياليه يفكر فيما اجترحه من جور تجاه وزراء الدولة وخدم المستشارية وحارسي الغاب والأمراء بأكثر مما يعتقده أي واحد من ضحاياه هؤلاء وبأكثر مما يعترف به.
Shafi da ba'a sani ba