Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
الطوباوي
8
تبصر لوتار بوشر الملغز، وكان بوشر محاميا في بدء الأمر، وكان أحد النواب الجذريين
9
في اللندتاغ سنة 1849، ويحكم عليه بالسجن فيفر إلى لندن، ويقضي في هذه المدينة عشر سنين وحيدا فقيرا جارا لماركس في المنفى، ويعود إلى ألمانية بعد العفو العام فيقدمه لاسال إلى بسمارك، ويكاد يبلغ الخمسين من عمره مع عطل من وسائل عيش مضمونة، ويبدو تعبا من حياة ثوري حائرة، وتظهر الطوالع ملائمة، فيسهل على بسمارك أن يبتاع قلمه القوي، وفي أيام الصدام وفيما كان صديق بوشر بلندن ليبكنخت يبدأ عمله العسير الهزيل تفتح أبواب وزارة الخارجية لبوشر فيسير منها مرتقيا ارتقاء مستمرا، ولبوشر أن يتطلع إلى الأمام متقدما في منصبه ما فعل كل ما يقال له وما كف عن إبداء آرائه الخاصة.
وكان بوشر أهيف نحيفا، وبوشر هذا إذا خرج من الوزارة مؤقتا كان خروجه هذا فرارا من الناس ومن الصحف وجوبا للغابات وملأ لدرجه
10
بنماذج العشب والأشنة
11
ورصدا للطيور مع حنان، ويعنى الأعزب الشائب بوشر بأخته على الدوام، ويأكل بوشر قليلا، ولا يشرب راحا، وهو إذا عاد إلى عدة بسمارك خلص له ليل نهار، وهو إذا ذهب إلى دار التمثيل أعطى سيده هذا رقم مقعده ليسهل إحضاره عند الضرورة، وهو ثاقب الفكر سلس القلم، وهو قد كتب مقالات إنكليزية كثيرة ومذكرات فرنسية غير قليلة وعدة مشاريع قانونية ألمانية، وقد كان يصنع أي شيء وكل شيء يأمره به سيده بسمارك لبيعه منه روحه مع عدم حبه له، وبوشر لما كان من كفه عن إبداء أية إرادة له كان قادرا على تلقين أي تحسين حتى لبسمارك، فيعرف من هذا الأخير قبول انتقاده أو عدم قبوله، ويغالي بسمارك في تقديره، ولم يحدث أن قال بسمارك عن غيره: «إنه لؤلؤ حقيقي، وقد كان صديقي المخلص، وكان رقيبي في الغالب.» ومن ناحية أخرى وذات مرة يقول بسمارك عن الوجيه المخلص أبيكن إنه أجيره.
Shafi da ba'a sani ba