Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
ويقول بسمارك للوزير شولز: «كنت ملكيا مخلصا لملكيتي ومقدسا لمليكي عندما قبضت على زمام السلطة، فيؤسفني أن أصرح بأن هذا الشعور يقل مقدارا فمقدارا!» ويضيف بسمارك إلى ذلك قوله: «لقد رأيت ثلاثة ملوك عراة، ولم يكن منظرهم جاذبا دوما!»
الفصل الثامن
يجوب الطاغية إمبراطوريته بخطا داوية، ويسميه الشعب بالمستشار الحديدي، فيهزأ عن غير قصد، فبسمارك كان بالحقيقة حديديا في الشئون الداخلية على حين كان أمرن الدبلميين في الصلات الخارجية، ومهما يكن الأمر فإنك ترى على رأس الأمور في الوقت الحاضر رجلا قادرا على القيادة، والآن لا يتطلب الألمان أكثر من هذا. وبسمارك لعدم ثقته بأحد وعدم افتراضه اتصاف أحد غيره بالذكاء والإخلاص؛ كان لديه من الأسباب الوجيهة ما يؤمن معه بدهائه الخاص وما يرتاب معه في كل رجل قدير يقترب منه منافسا، ويسفر اجتماع هذه العوامل فيه عن جعله متشددا مستبدا ممسكا بجميع الأعنة. وإذا ما نظرت إلى ما اتحد فيه من أثرة و«كره للقرطاس والقلم» وبغض للبشر وحب للشجر وعدم ميل إلى أي مشير خاص أبصرت ما يثير فيه شوقا إلى الراحة وحياة الريف والإجازات الطويلة، ويود بسمارك أن يكون بهذه الإجازات الطويلة التي بلغت إحداها خمسة أشهر ذات مرة؛ أن يعمل موظفوه في برلين كل شيء بأنفسهم، والويل لهم إذا فعلوا أمرا عن مبادرة منهم مع ذلك، ولم يدرك أحد هذه الظاهرة بأحسن مما أدركها رون الذي كتب يقول قبل أن يصير رئيسا لوزارة بروسية: «ويريد ناسك فارزين «بسمارك» أن يصنع كل شيء بنفسه، ويصدر أوثق الأوامر مع ذلك؛ لكيلا يزعجه أحد، ولو لم يزود الريخ بمجلس عال وبما يحتاج إليه من الوزراء لكان حكم التاريخ ضده، ولا تستطيعون العيش من اليد إلى الفم
1
على الدوام، وإن كانت اليد مستقيمة قوية وكان الفم مقنعا مجهزا بأقوى أسنان، وأصدقاؤه المخلصون قليلون جدا، وهو يستمع إلى أعدائه كثيرا، وأشد أعدائه خطرا أظهرهم عبادة له، وإني لما أحمله له من كبير تقدير أريد تعديله في عدة أمور»، ولم ينشب ذلك أن يبدو لكل ذي عينين، ويشتكي لاسكر من عدم احتمال بسمارك لأي وزير ومن عدم رغبته في غير رؤساء للدواوين، ومما قيل: «تود ألمانية أن يحكم بسمارك في أمرها، وما فتئت ألمانية تريد هذا حتى عند ذهاب بسمارك إلى فارزين وزعمه أنه مريض، وتفضل ألمانية إذن أن تنال أدنى حكم من بسمارك على أتم حكم من سواه.»
وأول تجلي استبداد بسمارك كان تجاه الوزراء، ثم تجاه الريشتاغ، ثم بلغ غايته تجاه الموظفين، حتى إنه لا يقابل الدوكات الحاكمين بلا تعيين موعد، حتى إنه يصد الملوك، وينتظر أحد الدوكات الأعاظم في الساعة التاسعة مساء، ويحضر بسمارك بزته الرسمية في الساعة الثامنة والدقيقة الخامسة والأربعين حين كان غارقا في العمل، ويعيد مبذله القديم الذي كان يلبسه في منزله وقت الشغل - كما هي عادته - ثم يقول لتيدمان الذي كان يملي عليه ما يود كتابته: «لا ينبغي لأي صاحب سمو ملكي أن يظن أن علي أن أنتظره أكثر من ربع ساعة»، وفيما هو يقول ذلك إذ ينبأ بوصول الدوك الأكبر، وتفتح الأبواب ويجلس بسمارك الذي كان يذرع الغرفة ممليا ذاهبا آيبا خلف منضدته في الحال، ويزعم غرقه بين الوثائق - كما روى تيدمان - ويقول مع كبير توقير: «ظننت أنكم يا صاحب السمو الملكي لا تشرفونني بالزيارة، فنحن في الساعة التاسعة والدقيقة العشرين.» ولا يكتفي بسمارك بمجازاة الأمير على هذا النمط من الإهانة التي وجهها إليه أمام أحد خلصائه قاصدا إذاعتها، بل كان يهدف إلى الإفادة من ثرثرة جميع دوائر الخارجية، ويجيء ملك سكسونية ذات يوم بغير سابق ميعاد فيسأل البواب الذي هو بروسي خالص: «أهو مدعو؟ كلا؟ لا أدعه يدخل إذن.» وينصرف الملك، ويقبل المعاذير التي تقدم إليه فيما بعد.
ويجعل بسمارك من يبلغ وزراءه وسفراءه مدة أسابيع أنه ليس في منزله؛ وذلك لعدم حبه إياهم أو لإراحة نفسه منهم، ويروي لنا لوسيوس وتيدمان نبأ كثير من الحيل التي يتذرعون بها؛ ليحملوه على تلقي خبر أو اتخاذ قرار عندما يكون منوعا، ويخيل إلينا أننا نقرأ مذكرات البلاط عن طاغية جميع الروس، ولا يريد من هم من أصحاب الذكاء النادر أن يكونوا من أركان وزارة شكلية كتلك، ويزيد ارتباك بسمارك في إيجاد وزراء، وهو إذا وجدهم لم يلبث أن يميل إلى الخلاص منهم؛ ولذا شبهه كونت نكات بدون جوان قائلا إن المستشار يتملق الحسان حتى يظفر بهن، فإذا فاز بهن سرحهن بسرعة، ولا تجده يحترم أي وزير لمدة تزيد على عامين، ولا يكاد يمسك بوزير أكثر من سنتين، ولا يرى بسمارك في هذا ما هو غير طبيعي، وبسمارك يصف هذا الوضع بقوله: «إذا أردت تناول ملعقة حساء وجب علي أن أنال إذن ثمانية أغبياء قبل كل شيء!» ولكن زملاءه الذين يؤذيهم إذا ما انحازوا إلى أعدائه تذمر بمرارة من إنكارهم الجميل قائلا إنه انتشلهم من عالم الخمول.
وكل زائر يورثه زعجا ما لم يكن هو المتكلم، «ومن يود أن يحدثني عن أمر يجب عليه أن يتم حديثه في عشرين دقيقة، ويمكث معظم السفراء مدة أطول من تلك طمعا في انتزاعهم خبرا يدخلونه إلى تقاريرهم»، حتى إن أعلى الموظفين، حتى إن الأصدقاء المقربين، لا ينبغي لهم أن يأتوا لزيارة بلا دعوة ولا ميعاد ولو كان في ملكه بالأرياف، حتى إن الإمبراطور ولهلم نفسه لا يحق له أن يرسل إليه أحدا في فارزين لإمكان عدم ترحيبه به.
ومما حدث أن قابل الإمبراطور سفيره بباريس الأمير هوهنلوهه، وأن أشار على سفيره هذا بالذهاب إلى فارزين عادا ذهابه هذا مساويا لأمر، وأن أجاب الأمير هوهنلوهه عن هذا بأنه لا يستطيع أن يذهب إليها من غير أن يدعوه بسمارك، وهنالك يسكت الإمبراطور والأمير هنيهة ثم يذعن الإمبراطور الصبور، ولكن بسمارك إذا ما رأى تبليغ الإمبراطور شيئا من فارزين أرسل إليه هوهنلوهه هذا مثلا لإيصال ذلك إليه.
وصحته من وسائل استبداده، فإذا لم يسطع بلوغ أمر وقع مريضا، وبعض مرضه هذا يكون حقيقيا وبعضه الآخر يكون سياسيا، وهنالك يصرح بأن صحته تقضي عليه بالانصراف، وتعلق صحيفة كلاديراداتش على ذلك منتحلة سخرية هين:
Shafi da ba'a sani ba