249

Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

بسمارك: حياة مكافح

Nau'ikan

وكانت أسرة

5

العصر الجديد تلوح في الحين بعد الحين من خلال النقاش حول تلك التدابير كلمعان حرارة الصيف، ويبدو بسمارك شريفا وصاحبا للحلف المقدس ومجتنبا لنابليون فيتهدد الاشتراكيين بقوله: «تعدون الناس بأجمل الوعود، وتسخرون وتضحكون من كل ما هو مقدس لدى الناس حتى الآن عادين إياه إفكا ... فإذا جردتم الناس من الاعتقاد بالله والإيمان بالعاهل ومن الوطنية وأواصر الأسرة ومن التملك والميراث والمكاسب، سهل عليكم أن تقودوا الجاهلين إلى القول مع فاوست: لعن الأمل، ولعن الإيمان، ولعن الصبر على الخصوص! وماذا يبقى للواحد من أولئك غير تصيد الملاذ الحسية التي لا يظل في الميدان سواها ما يوفق بينه وبين الحياة؟ فإذا قضي علينا باحتمال نظام استبدادي لمجتمع من اللصوص لم تبق لحياتنا قيمة!»

وإليك جواب بيبل: «إن ما نراه من اتخاذ عمل مجنون قبل ختام التحقيق فرصة لإنزال ضربة رجعية معدة منذ زمن طويل، وإن ما نراه من الرغبة في إلقاء المسئولية الأدبية، على حزب يمقت ضروب الاغتيال ويدرك التطور الاقتصادي والسياسي مستقلا عن إرادة الأفراد؛ أمور تدين نفسها بنفسها، وليس من مقاصدنا إلغاء التملك، وإنما نهدف إلى توزيع عادل للملك نفعا للجميع.» ثم يتكلم مفصلا عن صلات لاسال ببسمارك على مسمع من ألمانية الذاهلة.

والآن يبدأ دور الحقد والفساد، والآن يبدأ عهد التجسس والقسوة الهوجاء، والآن يبدأ بالتنقيب والتعقيب والاعتقال والإبعاد في البلاد، وتمضي أربعة أسابيع فلا يتقيد بسمارك بوعده الصريح الذي قطعه للأحرار الوطنيين فقال لهم فيه إنه لن يلجأ إلى الحكم العسكري وإلى الطرد إلا «عند أقصى الضرورة»، فيعلن هذا الحكم في برلين وأطرافها ويطرد منها سبعة وستين زعيما اشتراكيا، وتجري الانتخابات في مدينة همبرغ الحرة على غير ما يشتهي بسمارك فيعلن الحكم العسكري فيها أيضا، وقبل ذلك تفرض عقوبة السجن على ألف وخمسمائة شخص فيبلغ مجموع ذلك ألف سنة، وفي بضعة أسابيع، وفي أرجاء الريخ، تلغى مائتا جمعية وتمنع 250 رسالة أو نشرة دورية، وفي ستة أشهر يصير هذا العدد ستمائة على حين يقضى على وسائل عيش الألوف من الناس.

ويشبه بيبل هذه الحوادث بما كان يقع في القرون الوسطى، كما ذكر فيندهورست قدماء النصارى، فيقول: «يحرم من هم على مذهبنا في التفكير أسباب رزقهم، وتساء معاملتهم، ويفترى عليهم، ويوصفون بالشين

6

والعصيان، فيراد بذلك إخلال الأمن والنظام، ألا إن هذه الأيام التي يحاول فيها قتل النفوس والتي يخان فيها عهد الملك من أفجع ما في تاريخ ألمانية الحديث.»

ويقع ما تنبأ به بنيغسن، فتعقد اجتماعات سرية كثيرة في الغابات والمقالع،

7

Shafi da ba'a sani ba