227

Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

بسمارك: حياة مكافح

Nau'ikan

ويعوق المفاوضات ما يقع بين الملك والقواد من طويل مشورات، ويعرض أناس كثيرون غير رسميين ما يعن لهم من نصح، وتبدو أوغوستا في طليعة هؤلاء، ويقول بسمارك: «أعرف هذه المكايد الكريهة، ويكتب الملك إلى أوغوستا رسالة مطولة وفق طلبي فلا تجيب عنها من فورها!»

ويريد بسمارك أن يفرض على باريس مائتي مليون تعويضا لأمراء الألمان، الذين هم حلفاء بروسية في الوقت الحاضر، مما ابتز منهم في سنة 1866، فيرفض الملك ذلك، وإذا عدوت بسمارك أبصرت كل واحد يصر على تسليم القلاع، ويوافق بسمارك في نهاية الأمر على المطالبة بالألزاس مع بلفور وبقسم من اللورين مع ميتز، ويوافق بسمارك؛ لأن مولتكه يؤكد أن ذلك التنزل ضروري لسلامة ألمانية، ويطالب بسمارك بستة مليارات غرامة وبدخول الألمان باريس، وينقص بسمارك هذا المبلغ إلى خمسة مليارات ليكون مناسبا للمبلغ الذي دفعه أهل بروسية عن كل شخص غرامة في سنة 1807، وذلك تبعا لحساب بليشرودر الذي استدعاه بسمارك لهذا السبب، ويخير بسمارك العدو بين تسليم بلفور والموافقة على دخول باريس فيختار الفرنسي إنقاذ ذلك الحصن بقبول العار خلافا للخلق الفرنسي المعهود.

وفيما كان الجميع في حبور كان بسمارك غير مرتاح لذلك الضم، وقد قال لولي العهد: «لم يحفزني إلى الإصرار على ضم ميتز غير داعي الجنود، وهذا إلى ما أشعرني به الملك من استعداده لإدامة الحرب في سبيل فتح ذلك الحصن.» وكتب بسمارك يقول لزوجه: «لقد نلنا أكثر مما أراه مفيدا من حيث حسابي الشخصي السياسي ... وعلى أن أراعي ما يصدر عن الأعلى والأدنى من أصوات تدل على قصر النظر، وقد أخذنا ميتز مع عناصر يعسر هضمها إلى الغاية.»

ويتنفس بسمارك الصعداء بعد أن سويت الأمور مع تيار وفافر. وبسمارك كان في الأيام الأخيرة القليلة يعاني ألما عصبيا شديدا فشفي الآن، ويذهب بسمارك إلى ردهة ضباط الحرس ويدندن بنغم الصائد، ويدعو بسمارك في المساء وزير بافارية وبليشرودر إلى العشاء معه رمزا إلى الوحدة والمالية، فلما انصرفا طلب ما تيسر من الموسيقى بعد طويل حرمان، وكان نشيد هوهنفربرغ أول شيء رجا من كودل أن يشنف الآذان به.

ويأتي تيار بعد يوم للإمضاء، ويتحول إلى مؤرخ رصين، ويرمق الغالب، ويقول: «نحن الذين صنعوا لكم وحدتكم مع ذلك.»

ويصيب السهم هدفه، وينظر بسمارك إلى ذلك العلامة الفرنسي بدهاء، ولا يقول له غير كلمة: «ربما».

وترفعنا هذه المحاورة القصيرة من جو المنافع وأرقامها إلى نسيم الروح المحض بعدما اكتنف تلك المفاوضات الطويلة من المناضلات والدسائس والأكاذيب والحيل، ويقوم ما بين ذينك الشعبين المجتورين

1

على منع أحدهما الآخر من الوصول إلى الوحدة وعلى عدم استطاعة هذا الآخر أن يصل إلى الوحدة بلا قتال.

وما يبدو في ألمانية من تقدم قومي مستند إلى ما بين ألمانية وفرنسة من عداوة دولية، بعد ضرب بالمدافع ونزاع بالبراهين؛ فأمر باد لكل ذي عينين، ولا يمكن أوفر الفريقين المتحاربين حظا أن ينكر هذا، وكان تيار - وهو أسن من بسمارك كثيرا - بارعا أيضا، ولم يرد بسمارك الألماني أن يكون فظا تجاه تيار الفرنسي كما أنه لم يرد أن يفترضه هذا الفرنسي ناقص البصيرة، وأقل من هذا رغبة بسمارك في وضع نفسه رهنا بين يدي تيار باعتراف يستطيع تيار أن يلوح به من فوق منبر مجلس النواب الفرنسي فيما بعد كتاج فخر جديد غير منتظر.

Shafi da ba'a sani ba