Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
212

Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali

بسمارك: حياة مكافح

Nau'ikan

بمعطف جنرال مشتمل على قوامه الطويل كما لو كان هذا المعطف عباءة ملكية، ووجدت حول عنقه سلسلة آل هوهنزلرن الذهبية التي ليس من عادته أن يحملها في المعسكر، ووجدته يجوب القرية صعودا وهبوطا رافع الرأس ناضرا، ومن الواضح أن كان ذهنه مملوءا بحسه ما للمبدأ الإمبراطوري من شأن فيأخذ من المظهر الخارجي ما يناسب موضوع حديثه.»

وكان صديقه ذلك أديبا، وكان من العبث تحذيره لولي العهد من مخاطر ذلك ومن إنبائه «أن بزة آل هوهنزلرن الزرقاء البسيطة لن تكون أكثر من ذكرى قديمة في نهاية الأمر ... وكلما زاد الرخاء وعم صعبت المحافظة على النظام القديم والبساطة القديمة بين الضباط، ولن يمكن ذلك إلا إذا جعل أمراؤنا من أنفسهم المثل في هذه البساطة على الدوام، والأمر كما حدث حتى الآن يبدو في انتشار رغبة حقيرة بين الناس؛ أي في انتشار روح ملق بين الشعب غير ملائمة للإخلاص البروسي القديم، وكل وجهة نظر تستدعي ما يخالفها، ويرى سيل ديمقراطي جارف يخترق عصرنا، وإذا ما وقعت مصائب ومساوئ وسرى الاستياء في الشعب ذات يوم وقع في الخطر أكرم الأسر المالكة، وما مثل أمرائنا إلا كمثل ممثلي المسرح الذين يؤثرون في الحضار بين الهتاف وطاقات الأزهار على حين ينتظر العفاريت تحت الباب الأفقي ليقضوا على جميع مظاهر ذلك البهاء!»

ترك ولي العهد فريتاغ يتكلم، فلما أتم فريتاغ نبوءته العجيبة قال ولي العهد محتدا: «والآن أنت تسمع لي!» وماذا كان جوابه عن مثل ذلك الإنذار المهم؟ لا شيء أكثر من أن الملك ولهلم لما سأله نابليون عن أي العاهلين تكون له الصدارة في معرض باريس العام: أقيصر روسية أم ملك بروسية، أجاب عن ذلك بقوله يجب أن يكون المكان الأول للقيصر، «فهذا هو الذي لا ينبغي لأحد من آل هوهنزلرن أن يقوله بعد الآن! وهذا هو الذي لا ينبغي لأحد من آل هوهنزلرن أن يرضاه بعد الآن!» وهذا هو الذي تمخض عنه ولي العهد، ويقول فريتاغ: «استطعت بهذه الكلمات أن أسبر غور فكره، فوجدته مشبعا من عجب أميري، وشعرت بأن من غير المفيد أن أنطق بكلمة أخرى صرفا له عما يساوره.» ولدينا نحو اثني عشر فصلا غير ذلك مقنعا لذلك الأديب بأن لمثل تلك المشاعر سلطانا مطلقا على عقل الأمير.

وبعد معركة سيدان يكلم ولي العهد بسمارك في أمر الإمبراطورية، فيجتنب بسمارك الخوض فيه، ولما وصل الجميع إلى فرساي أثار منظر رداه الملك الشمس في ابن أخي فردريك ولهلم الرابع

3

فكرة قائلة: «إن هذا هو أصلح مكان للاحتفال بإعادة بناء الريخ ونصب الإمبراطور»، وهو لم يلبث أن أضاف إلى ذلك قوله: «كنت قبل هذا مضطرا إلى الاعتراف بأن (قطبنا السياسي العظيم) الكونت بسمارك غير ذي حماسة خالصة للمسألة الألمانية، وإذا لم تثر الانتصارات الباهرة التي كتبت لنا نارا مقدسة فيه لم يبق لنا سوى الإذعان لما لا بد منه، ولا يستطيع موظفو المملكة البروسية أن يجاوزوا أفق برلين الضيق، وويل للذين لا يعرفون الحقيقة حتى من خلال وقت عصيب كوقتنا، وويل للذين لا يعلمهم شيء ولا يريدون أن يتعلموا الحكمة!»

ذلك هو الرأي الذي سجله ولي عهد بروسية في يوميته عن رئيس وزراء بروسية حين دنو إقامة الإمبراطورية الألمانية، وما السياسي العظيم الذي سخر من عظمته بوضعها بين هلالين إلا «موظف في خدمة ملك بروسية»؛ فالويل له؛ لأنه لم يتعلم شيئا من الحرب الألمانية! ويدل رأي فردريك الذي أبداه في شهر أكتوبر سنة 1870، ويدل طيشه الذي أبداه في شهر أغسطس سنة 1871 على تدرج آل هوهنزلرن إلى الانحطاط، ويظهر الملك الشائب بطلا بجانب ابنه.

ولم يعتم ولي العهد والقطب السياسي أن اصطدما، فقد طلب ولي العهد أن يدعو بسمارك دول جنوب ألمانية إلى إعمال العقل وأن يهددها وأن يحملها على الاتحاد، «ولا خطر في إطلاعنا هذه الدول على ما نحن عازمون عليه، فإذا ما أخذناهم بالحزم وبما يقتضيه من روح أبصرتم أنكم لم تعملوا ما في وسعكم بعد!»

بسمارك :

نحارب بجانب حلفائنا، ولا نستطيع أن نهددهم لهذا السبب، ولا يؤدي تهديدهم إلى غير إلقاء أنفسهم بين ذراعي النمسة.

Shafi da ba'a sani ba