Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
وتحل سنة 1858 فيبلغ الملك من اختلال العقل ما يفكر معه في نزع سلطانه رئيسا للدولة، وما كان من عدم ظهور سورة
3
للجنون فيه، ومن نضوب لمعين الفكر عنده فيدل على أنه مفتون
4
كان يدير أمور الدولة منذ سنين، ويرى بسمارك في الأسابيع الحرجة أن يكون راكبا بجانب الملك وأن يمسك عنانه موجها إياه، وما كان الملك ليحتمل رائحة الشمع الأحمر ولا دخان التبغ، وهو إذا ما رافق القيصر في ردهة قطار مقفلة، والقيصر مدخن مدمن، أصيب بالهمدة،
5
ولم يلبث الخصام بين الأحزاب أن اشتد في البلاط، ولم يرد أنصار الملك الراغبون في حفظ مركزهم غير تمثيل مجدد «بتعيين مؤقت للنيابة»، ويريد أنصار أخيه أمير بروسية الوصاية على العرش؛ لكي يغدو الحكم قبضتهم.
ويكون بسمارك ببرلين في الوقت المناسب، ولم يذعر بسير الحوادث التي أبصر وقوعها منذ زمن، ولكنه يرى مستقبله في خطر؛ لما يعلمه كثيرا من تفكير الأمير البروسي ولهلم في أمره، ولما يعرفه من مقاومته لرغائب هذا الأمير البروسي الحربية لدى الملك وإحباطه لها عند الملك منذ ثماني سنين في أولموتز، ومنذ أربع سنين في حرب القرم، وما كان الحقد ليفرق بينهما، فقد كانا يجتمعان في الغالب تبعا للمصالح السياسية، والآن يفقد الملك وعيه فيدعو الأمير ولهلم السفير بسمارك إلى نزهة طويلة معه، فيشير عليه بسمارك، عند تسلمه زمام الحكم، بألا يمس الدستور وبألا يطالب بتعديله، ويقول بسمارك أيضا بالوصاية على العرش وصولا إلى استقرار الأحوال، وهل لنا أن نفترض انتظاره وزارة من وراء ذلك؟ لا نكاد نفترض ذلك، وأقل من هذا افتراضا طمعه في أن يستدعى من فرانكفورت، وما هي أفضل الطرق لربطه بالمولى المنتظر؟
ويتكلم القوم في الوصاية المؤقتة، ويعلم بسمارك سرا ما يهدف إليه من إعادة الملك المجنون إلى عرشه وجعل الملكة مشرفة، ويهرع بسمارك إلى ولي العهد في بادن، ويبوح إليه بذلك، وينتحل ولهلم وضع الضابط، فيقول ببساطة: «هنالك أرتد!»
ويجيب بسمارك عن ذلك بقوله: «الرأي أن تستدعي مانتوفل وتقضي على تلك المكيدة!» ويعلم بسمارك أن مانتوفل عارف بما هو واقع، وأنه ينتظر نتائج ما يخصه منه، ويدعو الأمير مانتوفل، ويرتعش مانتوفل خوفا على مقامه منذ ذلك العارض الذي أصيب به الملك، فيطلب مرافقة بسمارك له، ويعزله الأمير بتأثير أوغوستا عند قبضه على ناصية الأمر، ويحلف الأمير اليمين في فصل الخريف وصيا للعرش، وتؤلف وزارة من الأحرار، ويعتقد أصدقاء بسمارك، وتأمل حنة أن يعتزل بسمارك المنصب، ولكن بسمارك كان داريا بما بذله من الخدمة العظيمة تجاه سيده الجديد في أصعب وقت فأجاب عن ذلك بأن الأمور ستمر على ما يرام وبأن رئيس الوزارة الأمير كارل أنطون فون هوهنزلرن محافظ مثله، «ولو لم يكن في بقائي بفرانكفورت غير إغاظة فراو أوزدوم الأراجة
Shafi da ba'a sani ba