Bismarck: Rayuwar Mayar da hankali
بسمارك: حياة مكافح
Nau'ikan
ويحادث بسمارك نابليون الثالث حديثا خاصا أربع مرات فيما بين سنة 1857 و1861، فتكون كل واحدة أدعى إلى الحيرة من التي سبقتها، وينطلق لسان نابليون وكذلك لسان بسمارك على ما يحتمل في اثنتين منها، وهما لم يفترقا إلا ليجتمعا في سيدان، والآن وبعد حرب القرم التي انتهت بإمضاء معاهدة الصلح في باريس، صار يمكن نابليون أن يعد نفسه حكم أوروبة، على حين بدا سفير بروسية الذي مثل أمام عرشه رجلا هزيل القدر. وعلى ما كان من هذا نرى أن استقبال بسمارك كان جميلا، وتحسن الإمبراطورة أوجيني القادرة قبوله، ويفتن بكليهما؛ يفتن بالإمبراطور لما أبصره من لطفه وحسن ذوقه، ويفتن بالإمبراطورة لما وجده من جمالها الذي يفوق ما تنم عليه صورها ومن شدة ظرفها وخفة روحها، ومن قول بسمارك: «إنه أعجب بها كثيرا؛ فهي في الحقيقة امرأة نادرة، لا في المظهر فقط ...» ومن قوله أيضا: «إنها تجيد الحديث أحسن من باريسي.» والذي يكرر هذا الكلام رسميا وشخصيا هو ذلك الرجل الذي سخر من ارتقاء حديث النعمة ذلك، هو ذلك الرجل الذي لعن الثورة التي أسفرت عن هذا الإمبراطور، هو بسمارك البروسي الجاسئ
1
المخلص لمليكه والقائل بالعروش الشرعية، هو بسمارك الذي لا يحلم الآن بسوى باريس وبذينك الحديثي النعمة، ومع ذلك يظل الشعب الفرنسي غريبا عن بسمارك بما يعدل ملاءمة الإنكليز له في كل زمن، ومع ذلك لم يلبث أن انتقد باريس التي سحرته، ولم لا يصنع مثل هذا تجاه الإمبراطور أيضا؟ ألأن ما حباه به نابليون من عز هو الذي ألهبه؟
بسمارك قد من جمد،
2
فقد خمدت فيه منذ زمن تلك النار التي أوقدته في اللندتاغ حينما حاول الناس إشعال الثورة أو الديمقراطية، وهو ينعم النظر في ألاعيب القوى ببرودة وجلاء يتخلص بهما من ربقة الأوهام، وهو يعرف أن نابليون الثالث يحاول محالفة روسية المقهورة وأن النمسة تتودد إلى القيصر، وماذا تصنع روسية غير بحثها عن خرابها إذا أرادت أن تظل منعزلة في الوسط الدولي؟ هنالك حلف مع فرنسة! ويتنصف
3
منه الإمبراطور ويبدي له أن من الحماقة أن يطالب بحد الرين، ويقول له إنه لا يروم توسعا في غير البحر المتوسط.
الإمبراطور :
إن الفرنسي جندي بري، لا مقاتل بحري؛ ولذا يروقه هذا الحقل الأخير، وعلى بروسية أن تتوسع فتستولي على هانوفر وشليسويغ وهولشتاين، ثم تصبح دولة بحرية من الدرجة الثانية، ثم تصادم إنكلترة بمعونة فرنسة، ولي أن أعتمد على حياد بروسية إذا ما تعقدت الأمور بين فرنسة والنمسة بسبب الطلاينة، فاسبروا غور الملك في هذه الأمور.
Shafi da ba'a sani ba