150

Birr Wa Sila

البر والصلة لابن الجوزي

Bincike

عادل عبد الموجود، علي معوض

Mai Buga Littafi

مؤسسة الكتب الثقافية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
جَعْفَرٍ الْحَوْرِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: زَعَمَ الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، قثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ بُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلْنَا إِلَى جَانِبِ خِبَاءٍ مِنْ شَعْرٍ، وَإِذَا صَاحِبُ الْخِبَاءِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذَا نَحْنُ بِالأَعْرَابِيِّ قَدْ أَقْبَلَ يَسُوقُ نَاقَةً، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْ قَوْمِ أَبْغُونِي شَفْرَةً، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا، وَقَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا، قَالَ: فَأَقَمْنَا الْيَوْمَ الثَّانِي، فَإِذَا نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ يَسُوقُ نَاقَةً أُخْرَى، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَبْغُونِي شَفْرَةً، فَقُلْنَا: إِنَّ عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى، فَقَالَ: أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَّ، نَاوِلُونِي شَفْرَةً. فَنَاوَلُوهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا، ثُمَّ قَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا. وَبَقِينَا الْيَوْمَ الثَّالِثَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْعُذْرِيِّ يَسُوقُ أُخْرَى، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: أَيْ قَوْمُ أَبْغُونِي شَفْرَةً، فَقُلْنَا: إِنَّ عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى. فَقَالَ: أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَّ، إِنِّي لَأَحْسَبُكُمْ لِئَامًا، نَاوِلُونِي شَفْرَةً، فَنَاوَلُوهُ الشَّفْرَةَ، فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا، ثُمَّ قَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا. قَالَ: وَأَخَذْنَا فِي الرَّحِيلِ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ لِخَادِمِهِ: مَا مَعَكَ؟ قَالَ: رِزْمَةُ ثِيَابٍ، وَأَرْبَعُ مِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى الشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ. قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا، فَإِذَا جَارِيَةٌ فِي الْخِبَاءِ، فَقَالَ: يَا هَذِهِ، خُذِي هَدِيَّةَ ابْنِ جَعْفَرٍ. قَالَتْ: إِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرًى جَزَاءً. فَجَاءَ ابْنَ جَعْفَرٍ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: عُدْ إِلَيْهَا فَإِنْ هِيَ قَبِلَتْ، وَإِلَّا فَارْمِ بِهَا عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ. فَعَاوَدَهَا، فَقَالَتْ: اذْهَبْ عَنَّا، بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، فَإِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرَانَا جَزَاءً، فَوَاللَّهِ إِنْ جَاءَ شَيْخِي فَرَآكَ هَاهُنَا لَتَلْقَيَنَّ مِنِّي أَذًى. قَالَ: فَرَمَى بِالرِّزْمَةِ وَالصُّرَّةِ عَلَى بَابِ الْخِبَاءِ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَمَا سِرْنَا إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ بِشَيْءٍ يَرْفَعُهُ السَّرَابُ مَرَّةً، وَيَضَعُهُ أُخْرَى، فَلَمَّا دَنَا مِنَّا، إِذْ نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ وَمَعَهُ الصُّرَّةُ وَالرِّزْمَةُ، فَرَمَى بِذَلِكَ، ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ فِي قَفَاهُ هَلْ يَلْتَفِتُ فَهَيْهَاتَ، فَكَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: مَا غَلَبَنَا بِالسَّخَاءِ إِلَّا الشَّيْخُ الْعُذْرِيُّ " -٣٠٢ قال الْقُرَشِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحَاتِمٍ: " هَلْ فِي الْعَرَبِ

1 / 188